بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

الحمد لله الّذي أنزل على عبده الكتاب فجعله نوراً وهدىً للعالمين.

والصلاة التامة الدائمة القائمة على خير خلقه أجمعين، محمّد سيّد المرسلين، وخاتم النبيين، وأفضل الصلاة والتسليم على آله الميامين، الأئمّة الهادين المهديين.

ورضي الله عن الصحابة المهتدين بهدي الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده فحملوا سننه إلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد لمّا استجبت لطلب إدارة مكتبة الروضة الحيدرية في اعادة ما كتبته من مقدّمات لبعض الكتب التراثية مجموعة ربّما خرجت في جزئين، فهي إذن صارت كتاباً مؤلفاً وله مؤلف يقتضي تعريفه، ولابدّ في اصدارها من كتابة مقدّمة، فلتكن المقدّمة على نهج ما في تلك المقدّمات من تعريف المؤلِّف والمؤلَّف، إذن فأنا سأتحدث عنهما على النحو التالي:

أوّلا: صفحة من العمر من دون تزويق وأنا في نهاية الطريق.

ثانياً: بداية الحديث عن المقدّمات تاريخياً.

ثالثاً: ماذا تحتوي المجموعة من المقدّمات المطبوعة؟

رابعاً: ماذا لها من توابع مطبوعة في غير هذه المجموعة؟

خامساً: هل وراء ذلك من دراسات مشابهة لم تر النور بعد؟

 

فأوّلا: صفحة من العمر من دون تزويق وأنا في نهاية الطريق:

مالي لا أُترجم لنفسي بقلمي أُسوة بمن ترجموا لأنفسهم من مشايخي في العلم والرواية في كتبهم بأقلامهم، فقد كتب شيخنا المغفور له صاحب الذريعة شيئاً من ترجمته في أوّل مصفى المقال وذكر مؤلفاته في الذريعة كل في مكانه حسب اسمه، وأمّا سيّدنا الاُستاذ المغفور له السيّد الخوئي فقد ترجم لنفسه في معجم رجال الحديث(1).

وأنا لمّا منَّ الله سبحانه عليَّ أن وفقني لطلب العلم وألهمني حبّه منذ بداية شبابي وحتّى اليوم، وها أنا قد بلغت من العمر ما صح فيَّ (زرع آن حصاده) فأسأله تعالى العفو والرضوان فأقول في ترجمتي بقلمي في سطور:

فأنا محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان:

1 ـ ولدت في النجف الأشرف في 9 رجب سنة 1347 هـ كما سمعته من المرحوم السيّد الوالد(قدس سره)وثمة تاريخ شعري في ذلك.

2 ـ ربّيت بين أبوين كريمين فجزاهما الله عني خيراً فقد أحسنا التربية على معاناة من شظف العيش، أُسوة بالآخرين من مجتمع الأُسرة والجيران، إذ لم يولد أحدهم وفي فمه ملعقة ذهب، فكان الإيمان عند الجميع أقوى من المادة.

3 ـ أدخلت الكتّاب وأنا قد تعلمت القراءة قبل ذلك عند الوالدة رحمها الله، واستدارت أيام التعليم على عدة كتاتيب بمثابة النجاح من صف إلى صف، وأخيراً في منتدى النشر وإلى جانب مناهجها كانت الدراسة الحوزوية التقليدية وسرت فيها من السطوح وحتّى الخارج.

4 ـ وإلى جانب ذلك كانت المجالس العلمية وهي بحق خير مدارس، وكان أحدها مجلس أُسرتنا الّذي رعاه المرحوم الوالد طيلة ثلاثة عشر عاماً في كل يوم عصراً، وفي كل يوم خميس صباحاً وهذا الأخير استمر أكثر من ذلك بكثير، فتعلّمت من آداب المجلس والحديث مع المشايخ، وقد ذكرت جانباً من ذلك في كتاب (ذكرياتي في حياتي) ولا ينشر لو قدر له النشر إلاّ بعد وفاتي، لما فيه من حقائق مرّة .

5 ـ بدأت علاقتي بالكتاب حين كتبت عن الصحابي الجليل ابن عباس حبر الأُمة، ولم أكن أملك كتاباً واحداً يسعفني في حاجتي سوى كتاب شرح نهج البلاغة للمعتزلي ومروج الذهب للمسعودي وبعض أجزاء البحار في مكتبة المرحوم السيّد الوالد(قدس سره)، فكان من الطبيعي أن أسعى في طلب المصادر في المكتبات العامة، وليس يومئذ منها في النجف الأشرف سوى مكتبة المرحوم المغفور له الحجة الشيخ كاشف الغطاء(قدس سره)في مدرسته، ومكتبة الحسينية الشوشترية، والاستفادة منهما برهن مجيئ الناظر ليفتح المكتبة، ولي في ذكرياتي عنها بعض الحديث.

6 ـ ومرت السنون سراعاً وقد استعرتْ الدنيا نار الحرب العالمية الثانية ثم ما بعدها من حروب وادلهمت الخطوب، وعشناها أياماً مريرة وعسيرة، خشية معتد غاشم وسطوة حاكم ظالم (كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا)(2) وما أن أُطيح أخيراً بالصنم، حتّى ازداد الخطب والليل ادلهم، فرّج الله عن المؤمنين بظهور المصلح المنتظر عجل الله فرجه الشريف، وجعلنا من أنصاره وأعوانه والذابين عنه والممتثلين لأوامره والمستشهدين بين يديه، كما في دعاء العهد.

7 ـ لقد وُفقت لتأليف عدة كتب، كما وفّقت لتقديم عدة كتب من تآليف الآخرين، وعربّت كتاباً وبعض الفصول من كتب فارسية.

8 ـ ولي بحوث في شتى فنون المعرفة من فقه وتفسير وحديث ورجال وتاريخ وأنساب وآداب.

9 ـ لقد حاولت بقدر ما وسعني أ نّي ما أضعت عمري فيما لا ينفعني حسب نظري، فلم أدخل في السياسة مطلقاً، ولا انتميت إلى أيّ حزب مهما كان الشعار براقاً والبرقع شفّافاً ولا إلى أيّ جمعية أو مؤسسة أيضاً، إيماناً عميقاً بصحة ما في أوّل الصحيفة السجادية من قول الإمام الصادق(عليه السلام): (ما خرج ولا يخرج منّا أهل البيت إلى قيام قائمنا أحدٌ ليدفَعَ ظلماً أو يُنعش حقاً إلاّ اصطلمته البلية وكان قيامه زيادة فى مكروهنا وشيعتنا) .

وفي التاريخ شواهد كثيرة على صحة ذلك.

10 ـ وأقمت حياتي وقومتها ـ وليس من الغرور العلمي ولا التباهي ـ لو تحدثت فقلت إنّ تجربتي في الحياة كانت ناجحة ونافعة فيما رأيت خير نهج لحياة طالب العلم أن يستقيم، معتمداً على الربّ الكريم الرحيم، وينصرف مكباً على درسه وكتابه ولا يتمنى بلوغ الغاية من دون سلوك الطريق الموصل إليها. والعلم ليس حكراً على قوم دون قوم، ولا حصراً في فئة، ولا وراثة في الحياة، يورثها الآباء إلى الأبناء، فكم من عصامي ساد العظاميين بعلمه.

11 ـ ولقد كانت تمر بي خواطر وخوالج فأفزع إلى التنفيس عن نفسي من ضغطها بنظم قد لا يكون خاضعاً لبحور العروض، ولكنه على كل حال فهو معبّر عن حالة فيها تسجيل موقف، وقد تجمّع من ذلك ما سميته ديواناً.

12 ـ ولقد أنعم الله عليَّ فهداني إلى سواء الصراط، فلم أرغب في حبّ الظهور ولا تباهيت بالغرور، ولولا أن التحدث بنعمة الله تعالى مأمور به فقال تعالى: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ)(3) لما ذكرت كثيراً ممّا مرّ ممّا يوحي بحبّ الذات وطموح النفس، ورحم الله البوصيري إذ يقول:

والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على *** حبّ الرضاع وإن تفطمه ينفطم

13 ـ ومن نعم الله تعالى علىَّ أن انصرفت إلى جانب البحث والتحقيق والتأليف، وفي ذلك تعويض خدماتي للناس عمّا يقوم به الغير في صراط تفعيل العلم في جهات أخرى، ربّما تكون المسؤولية الشرعية فيها أكبر وأخطر.

14 ـ ومن نعم الله عليَّ تمكنت من ضبط هواي من الاندفاع وراء مغريات في الحياة كثيرة اُتيحت لي فرصتها، فأعرضت عنها خشية السقوط وسوء العاقبة وسوء الحساب.

وحسبي بهذا أكتفي، وفيما أظن أ ني عرضت صفحة من العمر كما عشتها من دون تزويق وأنا في نهاية الطريق، وحسبي بما عرضت صورة صادقة فيما حسبت، ربّنا لا تؤاخذني إن نسيت أو أخطأت.

 

مقدّمات كتب تراثية:

والآن إلى الحديث عن المجموعة في هذا الكتاب (مقدّمات كتب تراثية) فقد استعرضت فيها جملة من كتب التراث الإسلامي تحقيقاً وتقديماً، أو تقديماً فقط، وقد قاربت الثلاثين، كان أوّلها في سنة 1382 هـ أي قبل نصف قرن تقريباً، وقد طبع بعضها مكرراً، وزيد في بعض مقدماتها تنقيحاً واضافة، فمنها ما طبع باسمي، ومنها ما طبع خلواً من ذلك. إذ ليس يعنيني اثبات الاسم بقدر ما كانت تعنيني خدمة المؤلِّف والمؤلَّف لغرض إفادة القارئ، فذلك حسبي، وعليه أرجو الإثابة من ربّي جلّ وعلا.

وقد سبقت قبل اليوم رغبة الكثير في أن أجمع تلك المقدّمات في كتاب واحد لإفادة من لا يتيسر له الحصول على أُصول الكتب المتعلقة بها، فكنت أُسوّف ـ وكم بالتسويف والآمال أفنيت عمري ـ لقساوة الظروف التي عشناها مريرة وخطيرة، ولها أحكامها الجائرة القاهرة، وكم من مرة كادت ولما، ولولا رحمة ربّي لكنت من الهالكين، حتّى أن بعض المحبين هو المرحوم الحاج عبدالحسن الراضي صاحب مكتبة التربية ببغداد رغب في اعادة طبع كتاب (مكارم الأخلاق) للطبرسي مع المقدّمة فطبع الكتاب في بيروت، ولمّا أراد إدخاله إلى العراق حجز في الحدود ومُنع من ذلك، وبعد محاولات طويلة ومداولات تخللتها هدايا وهبات، فسمح له بإدخال الكتاب من دون المقدّمة، فاضطر إلى إعادته إلى بيروت واستخراج المقدّمة، ولكن الاسم بقي على ظهره مطبوعاً قدّم له فلان، فحدثت مشاكل جديدة للناشر مع القرآء الذين يشترون الكتاب ثم يعودون إليه مطالبين بالمقدّمة، فعانى من جراء ذلك الإجراء التعسفي عناء شديداً، وما تلك المعاناة إلاّ بعض ما كان يلقاه أبناء عمله من أبناء لحمته(4).

 

ثانياً: بداية الحديث عنها تاريخياً:

إنّ هذه المقدّمات التي بين يدي القارئ ليس ترتيبها حسب زمان صدورها، بل اتخذت مساراً جديداً وفي نظري كان نهجاً صواباً، وذلك أنّي قدّمت رسائل الطبّ الثلاث، لشرف انتسابها فالاُولى باسم (طبّ النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)) والثانية باسم (طبّ الأئمّة(عليهم السلام)) والثالثة باسم (طبّ الإمام الرضا(عليه السلام)) وهي الرسالة الذهبية. لاعتبار شرف النسبة مضافاً إلى تقدّمها زماناً، ثمّ رتبت الباقيات الصالحات حسب وفيات أصحابها، فأولها مجموعة من مؤلفات الشيخ الصدوق(رحمه الله) المتوفى سنة 381 هـ ورتبتها حسب سنيّ صدورها، نظراً لوجود الإحالة في بعضها على البعض الآخر، ثم يأتي من بعدها مقدّمة كتاب الإختصاص للشيخ المفيد(رحمه الله)المتوفى سنة 413 هـ وهكذا الأقدم فالأقدم، وسيأتي ذكرها جميعاً مُرتبة كما يجدها القارئ.

ولمّا كانت هذه المقدّمات لكتب تراثية، وكانت أقدم مجموعة منها هي من مؤلفات الشيخ الصدوق(رحمه الله)، وهذا الرجل كما سيأتي في ترجمته في مقدّمات كتبه كان قد زار المرقد الشريف في النجف الأشرف حين أتى الكوفة في طريقه إلى الحجّ ذاهباً وعائداً، وسمع الحديث من جماعة من شيوخ العلم والحديث، وأفادنا(قدس سره) بفائدة لم أقف على مثلها عند غيره فيما يتعلق بتاريخ النجف العلمي. وإن كان من نافلة القول أن أتحدّث للقارئ عن النجف الأشرف، وأ نّها مثوى الإمام أميرالمؤمنين عليّ(عليه السلام) وهو باب مدينة علم النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)، لذلك أضحت مأوى طلاب العلم وملتقى العلماء منذ أكثر من ألف عام، ولكن لتصحيح خطأ شائع ذائع، بأ نّها إنّما أضحت حاضرة علمية منذ هاجر إليها الشيخ الطوسي سنة 448 هـ فهو الّذي أسس الحوزة، وهذا خطأ محض، بل كانت هي حاضرة علمية من قبل أن يهاجر إليها شيخ الطائفة بما يقرب من قرن، وإنّما الشيخ(قدس سره) حين أتاها شَيد بنيانها وقوّم أركانها، فلم تكن يباباً من العلماء، ولا خالية من طلاب العلم، بدلالة ملتقى العلماء والوافدين من زوّار المشهد بالعلماء الساكنين هناك واستماع الحديث منهم والأخذ عنهم، ومثالا على ذلك:

إنّ من راجع ترجمة الشيخ الصدوق ابن بابويه المتوفى سنة 381 هـ صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه، يجده قد أتى الكوفة في سنة 354 هـ في طريقه إلى الحجّ وعاد إليها بعد الحجّ في سنة 355 هـ وفي تلك الرحلة سمع بالكوفة وبالمشهد من مجموعة من أعلام الطائفة ومن غيرهم، وقد وردت أسماؤهم وسماعاته منهم في جملة من كتبه كالأمالي وعيون أخبار الرضا(عليه السلام) والخصال وغيرها. وإلى القارئ بعض ذلك:

قال المرحوم سيّدنا الوالد(قدس سره) في حياة الشيخ الصدوق في مقدّمة كتاب (من لا يحضره الفقيه) ص / ق = 100 طبع النجف سنة 1377 هـ :

12 ـ الكوفة: وردها في طريقه إلى الحجّ سنة 354 هـ وسمع في مسجدها الجامع من جماعة كمحمّد بن بكران النقاش، وأحمد بن إبراهيم بن هارون الفامي، والحسن بن محمّد بن سعيد الهاشمي، وأبي الحسن بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة، وسمع من نفر آخرين في أماكن أُخرى، فقد سمع من محمّد بن عليّ بن الفضل الكوفي في مسجد أميرالمؤمنين(عليه السلام) في الكوفة ـ والظاهر مشهد بدل مسجد (5) ـ وأبي الحسن عليّ بن الحسين بن شقير بن يعقوب بن الحرث بن إبراهيم الهمداني في منزله بالكوفة، وسمع من أبي ذر يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز والحسن بن محمّد السكوني المزكي سمع منهما بالكوفة، ولا نعلم موضع سماعهما من البلد(6).

فسماع الشيخ الصدوق(رحمه الله) في الكوفة من تسعة أشخاص علماء ينبئ عن وجود حوزة تضم طلاب علم وعلماء، والكوفة بما فيها ظهر الكوفة كانت لأهلها موطناً، وللوافدين عليها لغرض طلب العلم قطناً، والتصريح بسماعه من محمّد بن الفضل الكوفي في مسجد أميرالمؤمنين(عليه السلام) صريح في ذلك إذ لا يعني ذلك إلاّ المشهد المقدس.

ثالثاً: ماذا تحتوي هذه المجموعة من المقدّمات المطبوعة؟

انّها تحتوي على مقدّمات ستّة وعشرين كتاباً ستصدر في جزئين:

يضم الجزء الأوّل منهما الكتب التالية:

1 ـ طب النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي العباس المستغفري.

2 ـ طب الأئمّة(عليهم السلام) لابني بسطام.

3 ـ طب الرضا(عليه السلام).

4 ـ التوحيد للصدوق (ت 381 هـ ).

5 ـ اكمال الدين للصدوق (ت 381 هـ ).

6 ـ الأمالي للصدوق (ت 381 هـ ).

7 ـ عيون أخبار الرضا(عليه السلام) للصدوق (ت 381 هـ ).

8 ـ الخصال للصدوق (ت 381 هـ ).

9 ـ معاني الأخبار للصدوق (ت 381 هـ ).

10 ـ ثواب الأعمال وعقابها للصدوق (ت 381 هـ ).

11 ـ الاختصاص للشيخ المفيد (ت 413 هـ ).

13 ـ تذكرة الألباب في الأنساب للبتيّ تحقيق وتقديم (ت 488 هـ ).

14 ـ منتقلة الطالبية لابن طباطبا (ق 5) تحقيق وتقديم.

15 ـ روضة الواعظين للفتال النيسابوري (ت 508 هـ ).

16 ـ إعلام الورى للطبرسي (ت 548 هـ ).

17 ـ مكارم الأخلاق للطبرسي (ق 6) .

ويضم الجزء الثاني الكتب التالية:

1 ـ البيان في أخبار صاحب الزمان (عج) للحافظ الكنجي الشافعي (ت 658 هـ) تحقيق وتقديم.

2 ـ فلاح السائل للسيّد ابن طاووس (ت 668 هـ ).

3 ـ الألفين للعلاّمة الحلي (ت 726 هـ ).

4 ـ جواهر الأدب للإربلي.

5 ـ تاريخ ابن الوردي (ت 749 هـ ).

6 ـ الكشكول للشيخ البهائي (ت 1031 هـ ).

7 ـ نزهة الجليس للسيّد عباس المكي المتوفى حدود سنة 1180 هـ .

8 ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي (ت 1294 هـ ).

9 ـ كتاب صلاة المسافر للشيخ محمّد حسين الاصفهاني (ت 1355 هـ ).

 

رابعاً: ماذا لها من توابع غير مطبوعة معها؟

لقد منَّ الله سبحانه وتعالى عليَّ إذ جعلني من طلاب العلم الذين همهم الكتاب ونهمهم ازدياد المعرفة، وممّا ساعدني على الدؤب في تحصيله، الأجواء العلمية في الحوزة النجفية، ولقد مرّ دورٌ وأنا لا أملك كتاباً سوى بعض كتب الدرس، فكنت أطوف سعياً بين مكتبة المرحوم المغفور له الشيخ كاشف الغطاء وبين مكتبة الحسينية الشوشترية، وهما اللتان تفتح أبوابهما للمطالعين حينما يتسنى للقائمين عليهما فرصة الحضور لفتح أبواب المكتبة، وربّما زرت المرحوم الحجة الشيخ السماوي (ت 1370 هـ) لغرض مراجعة بعض النوادر في مكتبته، وان خاب مني السعي فلا مأوى لي إلاّ سوق الورّاقين في النجف وهو (قيصرية عليّ أغا) بقرب الصحن الشريف، وألفت زيارتها وتعرفت على من بها ومن يأتها فكانت واسطة تعارف، ونادي ثقافة، وكان يقام في كل يوم جمعة مزاد علني لبيع الكتب وربّما يوم الخميس أيضاً، فكنت ملتزماً بالحضور لحد الشغف على قلة ذات اليد مع الأسف، إذ كانت تباع نوادر مطبوعات ومخطوطات لا ينالها إلاّ من كان متمكناً من دفع الثمن، ومع ذلك فكنت أدلي بدلوي مع الدلاء، فتأتيني بحمأة وقليل ماء، وحصلت على الكثير الطيّب، وإن كان طلاّ وليس بالوابل الصيّب، وعُرفت بين الهواة والغواة بمعرفة الكتب وحسن الانتقاء، وسلّط الضوء عليَّ في ذلك ما كان يبدر مني من خوض ومشاركة في حديث الكتب والنشر والتحقيق، وبالرغم ممّا كنت أتمنّاه من العيش في الظِلال، لأ نّي ممّن يؤمن بصحة ما قاله القاضي أبو الحسن عليّ بن عبدالعزيز الجرجاني الشافعي المتوفى سنة 292 هـ :

ما تطعّمت لذة العيش حتّى *** صرت للبيت والكتاب جليسا

ليس شيء أعزّ عندي من الـ *** ـعلم فما أبتغي سواه أنيسا

إنّما الذل في مخالطة النا *** س فدعهم وعش عزيزاً رئيسا

ولكن: ما كل ما يتمنّى المرء يدركه، وبدت نشاطات تنم عليَّ، إذ طلبت مني المكتبة الإسلامية في طهران المساهمة في تحقيق بعض أجزاء موسوعة (بحار الأنوار) للشيخ المجلسي(رحمه الله)، فاستجبت وحققت ثمانية أجزاء منها مع تقديم كل جزء بشيء، والأجزاء هي ج 48 و47 و41 وهي تخص تاريخ الأئمّة عليّ بن الحسين ومحمّد الباقر وجعفر الصادق(عليهم السلام)، ثم الأجزاء 99 و100 و101 و102 و103 و104 وهي تشتمل على كتب الحجّ والعمرة والمزار من تلك الموسوعة الكبيرة. وبدا العتب من بعض دور النشر في النجف، إذ لم ألبّ لها طلباً في هذا المضمار، وصرت أشعر وكأنّ قائلهم يردد قول الشاعر:

كتاركة بيضها بالعراء *** وملحفة بيض أخرى جناحا

وأوّل استجابة كانت مني لمكتبة الاعتماد في الكاظمية طلبت مني تصحيح وتقديم كتاب (مفتاح الفلاح) للشيخ البهائي فاستجبت لها وأعطيت الكتاب من دون اسمي، فهذه عشرة كتب لها مقدّمات بما يناسب أجزاءها، وليس لها في هذه المجموعة التي بين يدي القارئ سوى ا لذكر من نصيب. ويلحق بها ما كتبته في مقدّمة ذيل كشف الظنون لشيخنا الطبراني صاحب الذريعة(قدس سره).

 

خامساً: هل بعد هذه المجموعة من دراسات مشابهة؟

والجواب: نعم، فثمة بقي ما هو أهم منها، وأكثر نفعاً وأوسع جمعاً نسأله تعالى التوفيق لنشرها وحسبنا أن نُعلِم القارئ بها:

1 ـ (موسوعة الشيخ ابن إدريس الحلي(رحمه الله) المتوفى سنة 598 هـ ) وهذه تشتمل على الكتب التالية:

أ ـ منتخب التبيان في تفسير القرآن. في عدة أجزاء.

ب ـ حاشية على الصحيفة السجادية. في جزء واحد لم يطبع من قبل.

ج ـ السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي. في خمسة أجزاء.

د ـ مستطرفات السرائر. في جزء واحد.

هـ ـ أجوبة المسائل في جزء واحد لم يطبع من قبل، وقد تم تنضيد أكثر كتب الموسوعة لغرض نشرها إن شاء الله تعالى.

2 ـ كتاب (بغية الطالب في إيمان أبي طالب(عليه السلام)) للسيّد محمّد بن حيدر الموسوي، وهو كتاب تم تحقيقه منذ أكثر من عشرين عاماً، وهو الآن في طريقه إلى النشر إن شاء الله.

3 ـ كتاب (تركة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)) لحماد بن إسحاق الأزدي المالكي البغدادي (ت 267 هـ).

4 ـ كتاب (نظرات فاحصة في كتاب الطبقات الكبير لمحمّد بن سعد كاتب الواقدي المتوفى سنة 230 هـ ).

فهذا أشبه بالمؤلفات الخاصة، وإنّما ألحقته بالكتب المحققة لما فيه من دراسة تحقيقية وافية عن ابن سعد وكتابه والنصوص الضائعة من مطبوعة أوربا.

 

أمّا تأليفاتي المطبوعة فهي:

1 ـ كشاف بلدان منتقلة الطالبية، وقد طبع ملحقاً بها من صفحة 359 إلى صفحة 417 بالمطبعة الحيدرية في النجف سنة 1388 هـ .

2 ـ كتاب (السجود على التربة الحسينية) طبع مكرراً في بيروت والنجف وايران في جزء واحد.

3 ـ كتاب (عليّ إمام البررة(عليه السلام)) شرح أرجوزة سيّدنا الاُستاذ الخوئي(رحمه الله)طبع مكرراً في بيروت وايران في ثلاثة أجزاء.

4 ـ كتاب (المحسن السبط مولود أم سقط؟) طبع في جزء واحد.

5 ـ كتاب (حيّ على خير العمل) طبع في بيروت.

أمّا تأليفاتي غير المطبوعة، فلم أرغب في التحدث عنها نأياً عن الغرور العلمي، لولا أن بعض المؤلفين ذكروا ترجمتي في بعض مؤلفاتهم، فرأيت فيها من الخبط والخلط، ممّا دلّ على الوهم وعدم الضبط، ولست بصدد نقدهم، والآن أذكر ما وفقت لتأليفه، ولم يتيسر نشره في حينه، لأسباب قاهرة:

1 ـ (موسوعة عبدالله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن) في أربع حلقات على النحو التالي:

الحلقة الاُولى: سيرة وتاريخ، وقد أخذت طريقها إلى النشر في خمسة أجزاء.

الحلقة الثانية: دراسة وعطاء في تاريخه العلمي.

الحلقة الثالثة: آثاره الخالدة من ضمنها تفسيره وكتاب غريب القرآن.

الحلقة الرابعة: ابن عباس في الميزان.

وهذه الحلقات الثلاث ما زالت راقدة في رفوفها تنتظر مني نفض الغبار عنها، واعادة قراءتها من جديد، لتأخذ طريقها إلى النشر، أسأل الله تعالى تيسير ذلك فهو القادر على ما يشاء.

2 ـ (معجم شعراء الطالبيين).

3 ـ (شذ العرف في ضحايا الطف).

4 ـ (الظاهرة القرآنية في نهج البلاغة) أقباس واقتباس، لا يزال يحتاج إلى تكميل.

5 ـ (المهدي الموعود مولود وموجود) في طريقه إلى النشر.

6 ـ (نهاية التحقيق فيما جرى في أمر فدك للصدّيقة والصدّيق).

7 ـ سلوة الأفاضل في المسائل والرسائل في جزئين:

الأوّل: يتضمن مجموعة مسائل في شتى صنوف المعرفة سئلت عنها فأجبت عليها.

الثاني: يتضمن أربع رسائل هي (انتخاب الحسان من لسان الميزان) و (انتخاب الأمجاد من تاريخ بغداد) و (انتقاء الجمان من تاريخ جرجان وتاريخ اصبهان) و (أشعة البتيراء في أحاديث إياكِ يا حميراء).

8 ـ (قلائد العقيان فيما قيل في آل الخرسان).

9 ـ (على المحك) صحابة وصحاح، وهو دراسة عن الصحابة المزيّفين ومرويّاتهم فيما يسمى بكتب الصحاح.

10 ـ (مزيل اللبس عن معجزتي شق القمر ورد الشمس) في جزء واحد.

11 ـ (الكشف الصريح فيمن رمي بالتجريح من رجال الصحيح) في جزء واحد.

12 ـ (ذكرياتي في حياتي) في جزء واحد.

13 ـ ديوان شعر باسم (المنخول والمخلخل من الشعر المهلهل).

14 ـ ديوان شعر باسم (بعيداً عن السياسة).

 

أمّا البحوث التي تصلح أن تكون رسائل فهي:

1 ـ القناة المستقلة مستغلِة أو مستغلَة.

2 ـ المشجّر المبين لمن في منتقلة الطالبيين لابن طباطبا.

3 ـ اللباب في تشجير تهذيب الأنساب للعبيدلي.

4 ـ (نشوة الأماني) أرجوزة في النسب.

5 ـ تعريب فصل من تاريخ قم للحسن بن محمّد بن الحسن القمي المتوفى سنة 378 هـ .

6 ـ وجيزة النبأ أرجوزة في النبي وآل العبا(عليهم السلام) فُقد الكثير منها.

7 ـ شعر الحماني العلوي.

8 ـ التنويه في المختومين بويه.

9 ـ بيان الدلائل العليلة في الأخبار الدخيلة (رد ونقد) لما كتبه المرحوم صاحب قاموس الرجال.

10 ـ منتخبات المهدي من كتاب المَجدي للعمري في النسب.

11 ـ خديعة الشورى.

12 ـ الأبناء الثلاثة بأقلام أنصارهم ابن تيمية ابن عبدالوهاب ابن مسعود.

13 ـ من هنا وهناك منتخبات من آراء الكتاب ونوادر الطرائف وفتاوى غريبة .

وأمّا ما تلف من البحوث فلم يبق منها إلاّ بعضها:

1 ـ منتخبات التدوين والضيافة مع الإضافة.

2 ـ أسانيد الطوسي في أماليه بقي منه دفتر من دون مقدّمة.

3 ـ المستند الوجيه في أسانيد الفقيه في قصاصات تلف منها بعضها.

4 ـ (تعريب خاور شناسان) معجم المستشرقين موجود في أوراق متآكلة (إنّها من أيام الحرب العالمية الثانية) .

إلى غير ذلك ممّا لم يحضرني فعلا تذكّره.

وإلى هنا نمسك القلم فحسبي بذكر ما مرّ في تعريفي كمؤلِّف، وتعريف المجموعة كمولَّف .

انتهى تحريره عصر يوم الأحد يوم ميلاد الصدّيقة الزهراء رزقنا الله شفاعتها يوم الدين والحمد لله ربّ العالمين.

محمّد مهدي السيّد حسن الموسوي الخرسان

عفي عنه

20 جمادى الثاني 1427 هـ . ق

(1) معجم رجال الحديث 22: 22 ـ 26 ط الآداب في النجف.

(2) الأعراف: 38.

(3) الضحى: 11.

(4) ومهما تناسينا الذين طالتهم يد القهر بالتسفير من أصحاب المكتبات ودور النشر في النجف الأشرف وكربلاء والكاظمية وبغداد وكركوك والبصرة وغيرها، فإنّا لا ننسى المرحوم الشيخ محمّد كاظم الكتبي صاحب المكتبة الحيدرية الّذي كان أنشط وأبرز الناشرين للتراث الإسلامي في العراق، فكم أنقذ مخطوطاً من براثن العثّ فطبعه، وكم من مطبوع قلّت نسخته وعظمت فائدته بادر إلى طبعه ويسّره للقراء بثمن بخس، ومن سخرية القدر أن يسفّر هذا الرجل إلى ايران وهو ليس من أتباعها رسماً، بل كان أبوه وأعمامه أصلهم من أتراك قفقاسية، لكن النُصب والحقد الأعمى لا يعرف الحدود ولا الجدود وإنّما ذكرت هذا الرجل بالخصوص لأ نّه ناشر 22 كتاباً من هذه المجموعة التي بين يديك فرحمة الله عليه.

(5) ذكر سماعه في الأمالي المجلس 61 الحديث 4 في ص 345 ط الحيدرية، والرجل ترجمه النجاشي وأثنى عليه كثيراً، وراجع معجم رجال الحديث لسيّدنا الاُستاذ 16: 381 ط الآداب في النجف.

(6) وقد فات سيّدنا رحمه الله تعالى ذكر سماع الصدوق من رجل في الكوفة من أهل المعرفة باللغة ولم يسمّه، بل نقل عنه كما في ج 4 / 261 في نوادر الكتاب من كتابه (من لا يحضره الفقيه).