سلسلة في رحاب نهج البلاغة (1) - شرح وصية الامام اميرالمؤمنين لابنه الحسن (ع)

سلسلة في رحاب نهج البلاغة (1) - شرح وصية الامام اميرالمؤمنين لابنه الحسن (ع)

العتبة العلوية المقدسة 

سلسلة في رحاب نهج البلاغة (1)

تأليف : الخطيب الشهيد السيد علي القبانجي 

اعداد مكتبة الروضة الحيدرية

 

المقدمة 

كنت أتردّد منذ أمد بعيد بين مواصلة شرح لهذه الوصيّة كما ينبغي وإهماله بالكلية، إلى أن يتيح الله خصباً في الذهن، ونشاطاً في النفس، وقوّة في الفكر أكثر ممّا أجد، ولكن رأيت كما قال العماد الاصفهاني: «إنّه لا يكتب الإنسان كتاباً في يومه إلاّ قال في غده لو غيّر هذا لكان أحسن، ولو زيد كذا لكان يستحسن، ولو قدّم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر وهو دليل على استيلاء النقص على البشر». كان هذا هو الحافز الوحيد على الخوض في عباب هذا البحر الطامي، البحر اللجي من الحكمة والمعرفة.

دخلت في الموضوع بعد إلحاح نفسي لم أجد له مدفعاً، ولا عنه حولاً، معتقداً أنَّ ما أُلاقيه من صعوبة ووعورة لا تذلل إلاّ بصبر وتوفيق، لما لهذه الوصية من الأهميّة مالم يكن لغيرها من الوصايا، إذ كل فصل منها منهج تربوي، ومنهج سلوك، ومنهج تفكير، ومنهج حياة.

قبسات كل منها يصلح أن يكون أحد مفاهيم الفكرة الإسلامية، مفاهيمها الواقعية الضاربة في مناكب الأرض، المتلبسة بصميم الحياة.

تلك هي الخاصة الواضحة التي تمتاز بها وصايا الإمام علي (ع) من سائر وصايا المخلوقين، وتلك هي المقادير المحدودة التي تقتبسها الأفهام المحدودة من البحر اللّجي العظيم.

وحسب الذهن الواعي أن يلم بناحية واحدة أو أكثر من هذه النواحي الكثيرة والآفاق المترامية، وحسب الأذهان البشرية أن تتساند وتتساعد فتكشف منها أنواعاً كثيرة من العلم، وجوانب كثيرة من الهداية والإرشاد.

إنّ هذه الوصية لم تلاق من الكتّاب والشرّاح العناية التي تستحقّها، فقد بعدوا عن كثير من مطالبها المهمّة الثريّة التي يجد الإنسان فيها سعادته واطمئنانه لو أحسن استعمالها، ولم يعطوها نصيبها كما أعطوا غيرها ممّا هي دونها ودونها بأشواط.

ولقد كان حرياً أن يُحتَفل بها كما احتفلت هي بطاقات الحياة كلّها، ووجَّهت القلوب لكلّ منحة منحها الله، وكلّ آية من آيات الله.

حاولت في هذه الأوراق أن أُشير إلى هذه الثروة الضخمة وفوائدها، وإذا لم أبلغ الكمال فحسبي أني بذلت أقصى ما لديّ من جهد، وإذا لم أعرض على القارئ جميع حقائقها وأسرارها، فإنّي قدمت له ما يكفي للدلالة على عظمتها، وقوّة تعاليمها، وسموّ غايتها، وأنّها تشعّ أمواجاً من النور، وتفتح آفاقاً من الحياة.

 

الفهارس

اقرأني أوّلاً ............................................................................................. 5

الفصل الأول: الوصية في القرآن والسّنة ............................................................. 7

الفصل الثاني: الامام علي (عليه السلام) والحنان الابوي ........................................... 13
الفصل الثالث: معالجة القلب .......................................................................... 19
الفصل الرابع: الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....................................... 73
الفصل الخامس: عوامل في بناء شخصية الانسان ..................................................109
الفصل السادس: أهمية العلم والتعلّم وعلوم القرآن ................................................. 129
الفصل السابع: حقيقة التقوى ......................................................................... 143
الفصل الثامن: الاعتراف بالجهل وطلب العلم ...................................................... 157
الفصل التاسع: الاعتصام بالله وإخلاص العبادة له ..................................................167

الفصل العاشر: دلائل التوحيد وواجبات الموحّدين ................................................ 171
الفصل الحادي عشر: قيمة الدنيا وشأنها ........................................................... 191
الفصل الثاني عشر: اجعل نفسَكَ ميزاناً ........................................................... 195
الفصل الثالث عشر: الاستعداد لما بَعد الموت .................................................... 215
الفصل الرابع عشر: الدعاء والاجابة ............................................................. 221
الفصل الخامس عشر: الإكثار من ذكر الموت ................................................... 235

الفصل السادس عشر: الاقتصاد في الطلب وذل المسألة ........................................ 259
الفصل السابع عشر: الصمت وقبح الظلم ........................................................ 273

الفصل الثامن عشر: قواعد الصداقة والإخاء .................................................... 297
الفصل التاسع عشر: حِكَمٌ في السلوك الاجتماعي ..............................................  325
الفصل العشرون: العلاقة مع المرأة ............................................................   363
الفهرس ...........................................................................................  381