سلسلة في رحاب نهج البلاغة (6) - أشعة من خطبة المتقين

سلسلة في رحاب نهج البلاغة (6) - أشعة من خطبة المتقين

العتبة العلوية المقدسة 

سلسلة في رحاب نهج البلاغة (6)

تأليف : ام علي القبانجي 

اعداد مكتبة الروضة الحيدرية 

 

المقدمة 

الحمد لله رب العالمين، والحمد لله الذي خلق الموت والحياة اختباراً وابتلاء، والحمد لله الكبير المتعال، والحكيم الذي صيقل ألواح أرواح العباد التي هي مظهر الغرائب، بالمواعظ الشافية، والحكم الزاهرة، وجعلها مرآة لصفات جماله وكماله، والحمد لله الذي أجرى ينابيع الحقائق على بساتين قلوبهم الصافية، وحدائق صدورهم الزاكية، بواسطة أنبيائه وأصفيائه، حيث أينعت في قلوبهم ثمار المحبة، وغرست فيها رياحين المودة والمعرفة.

والصلاة والسلام على زبدة عالم الوجود، وصاحب المقام المحمود، ومتمم صحيفة مكارم الأخلاق، الموسوم من خزانة الفيض الأزلي بقوله: ( إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )([1]) أعني سيد المرسلين، وفخر العالمين، وشفيع المذنبين، ورحمة الله على الأولين والآخرين محمّد خاتم النبيين.

ثم الصلاة والسلام على أهل بيته الأطهار الأخيار، سيّما سيد الأوصياء، وإمام الأتقياء، وشفيع يوم الجزاء، باب مدينة العلم، ومحط سفينة الحلم، أعني ولي الله الأعظم أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام.

أما بعد، لما ابتلى الله الحكيم العليم نفوس البشر بالغفلة والشهوات طبقاً لحكمته الكاملة، ومصلحته الشاملة، لابدّ للحيارى في وادي الغفلة، والسكارى من شراب البغي والضلالة، من المواعظ الحسنة، والنصائح الشافية الجميلة، لعلّهم يفيقوا من نوم الغفلة، وسكر الضلالة، فلذا شحن الحكيم على الإطلاق كلامه المعجز بالنصائح الشافية، والأمثال والحكم، وأمر قادة الدين والهادين لمسالك اليقين اقتفاء هذا الأسلوب، حيث قال: ( ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )([2]). فوردت وصايا وحكم كثيرة  على لسان النبي (ص) وأمير المؤمنين (ع)، ومن تلك الحكم والمواعظ خطبة المتقين التي تجمع لنا صفات الإنسان المتقي، وما عليه في ليله ونهاره وملبسه ومسكنه، ومنطقه وصمته.

ونحن هنا ـ وفي ضمن «سلسلة في رحاب نهج البلاغة» ـ نحاول تسليط الضوء على هذه الخطبة الشريفة في أربعين شعاع، مع توضيح مختصر لألفاظ الخطبة بالاستعانة من شرح ابن أبي الحديد وابن ميثم وحبيب الله الخوئي، مع ذكر بعض الروايات الداعمة للنص، كي ينتفع بها الجميع مع اعترافي بالقصور عن اداء حق هذه الخطبة، نسأل الله تعالى أن يوفقنا للاقتداء بهم، والتحلّي بصفاتهم، إنّه سميع الدعاء.

 

([1]) القلم: 4.

([2]) النمل: 125.

------------------------------------------

 

الفهارس 

 

تمهيد ........................................................................................... 5
نص خطبة المتقين ........................................................................ 9
الشعاع الأول: الصفات الظاهرية ............................................. 17
الشعاع الثاني: شوق اللقاء ........................................................ 24
الشعاع الثالث: القلب حرم الله تعالى ........................................ 28
الشعاع الرابع: رفع الحجب ...................................................... 30
الشعاع الخامس: اللطف الإلهي ................................................ 32
الشعاع السادس: الفطرة السليمة ............................................. 35
الشعاع السابع: الصبر .............................................................. 37
الشعاع الثامن: الدنيا ................................................................ 40
الشعاع التاسع: المتقي في الليل .................................................. 43
الشعاع العاشر: تلاوة القرآن .................................................... 45
الشعاع الحادي عشر: الصلاة .................................................... 48
الشعاع الثاني عشر: المتقي في النهار ........................................... 49
الشعاع الثالث عشر: الخوف ..................................................... 52
الشعاع الرابع عشر: التقصير .................................................... 55
الشعاع الخامس عشر: اتهام النفس ........................................... 58
الشعاع السادس عشر: الفرار من العجب ................................. 60
الشعاع السابع عشر: القوة واللين ............................................. 62
الشعاع الثامن عشر: اليقين ....................................................... 64
الشعاع التاسع عشر: العلم ....................................................... 66
الشعاع العشرون: الحلم ........................................................... 69
الشعاع الحادي والعشرون: الاقتصاد والخشوع ........................ 70
الشعاع الثاني والعشرون: طلب الحلال وترك الطمع ................ 73
الشعاع الثالث والعشرون: الحذر ............................................. 73
الشعاع الرابع والعشرون: الشكر والذكر .................................. 77
الشعاع الخامس والعشرون: الحذر والفرح ............................... 81
الشعاع السادس والعشرون: النفس الأمارة .............................. 83
الشعاع السابع والعشرون: قصر الأمل والخشوع ...................... 86
الشعاع الثامن والعشرون: القناعة ............................................ 89
الشعاع التاسع والعشرون: كظم الغيظ وكتمان الشر .................. 93
الشعاع الثلاثون: اليقظة ........................................................... 95
الشعاع الحادي والثلاثون: العفو والإعطاء ............................... 98
الشعاع الثاني والثلاثون: لين الكلام ....................................... 100
الشعاع الثالث والثلاثون: الخيرات ........................................ 102
الشعاع الرابع والثلاثون: الاستقامة والصمود ....................... 104
الشعاع الخامس والثلاثون: الاقتصاد في التعامل .................... 106
الشعاع السادس والثلاثون: الأمانة ........................................ 108
الشعاع السابع والثلاثون: الحق والباطل ................................ 110
الشعاع الثامن والثلاثون: الصمت والصبر ............................ 112
الشعاع التاسع والثلاثون: جهاد النفس ................................. 115
الشعاع الأربعون: الإخاء والعداء في الله تعالى ........................ 117
الخاتمة .................................................................................... 119
فهرس الكتاب ....................................................................... 121