سلسلة في رحاب نهج البلاغة (15) - فدك في نهج البلاغة

سلسلة في رحاب نهج البلاغة (15) - فدك في نهج البلاغة

العتبة العلوية المقدسة 

سلسلة في رحاب نهج البلاغة (15)

اعداد مكتبة الروضة الحيدرية

 

مقدمة المكتبة 

لقد أثارت «أزمة فدك» جدلاً كبيراً، وإلى اليوم، في الأمة الإسلامية التي فجئت وفجعت برحيل رسول الله (ص) إلى الملأ الأعلى، وكان عليها أن تعيش تجربة جديدة، ألا وهي تجربة انقطاع الوحي.

وعليه حصلت خلافات كبيرة جرّاء ذلك، كان سببها الرئيسي الابتعاد عن ركني الهداية: القرآن والعترة، والتنافس فيما فرغ رسول الله(ص) من تبليغه لإتمام النعمة وإكمال الدين، وقد أشار الشهرستاني في الملل والنحل إلى هذا الخلاف حيث قال: «والخلاف الخامس في الإمامة،  وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة، إذ ما سُلّ سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سُلّ على الإمامة في كل زمان» ([1]).

ونتج من هذا الخلاف، الخلاف السادس ـ على حدّ تعبير الشهرستاني ـ وهو الخلاف في أمر فدك والتوارث عن النبي (ص)، ممّا أدّى إلى مقاطعة فاطمة الزهراء (عليها السلام) للسلطة آنذاك، حتى أنّها دُفنت ليلاً وأوصت أن لا يصلي عليها رأس الحكومة آنذاك أي لم ترتض مشاركتهم في تجهيزها وتشييعها.

وقد تم لحدّ الآن تأليف مئات الكتب ـ المستقلّة أو الضمنية ـ عن هذا المسألة، ونحن أيضاً في ضمن «سلسلة في رحاب نهج البلاغة» أحببنا نشر كتاب «فدك في نهج البلاغة» حيث ذكر المؤلف ما دار حول فدك بصورة مقتضبة، وبالاعتماد على المصادر الموجودة وشروح نهج البلاغة.

 


([1]) الملل والنحل للشهرستاني 1: 24.

 

تمهيد : نهج البلاغة و فدك

لما بايع الناس أميرالمؤمنين (ع)، بدأ الإمام بترتيب الأمور وتنظيمها، وكان أهم أمر عنده ترتيب عمل الولاة والأمراء على البلاد ومتابعة شؤونهم، حيث نقرأ في نهج البلاغة موارد كثيرة من كتب أميرالمؤمنين (ع) إلى ولاته وعماله وفيها التوبيخ والعتاب، وفيها النصيحة وفيها العزل، ممّا يدلّل على اهتمامه (ع) بهذا الشأن.

ومن تلك الكتب والمراسلات، ما كتبه (ع) إلى عثمان بن حنيف الأنصاري عامله على البصرة، يعاتبه فيه لحضوره مأدبة قوم من ملأ البصرة، وكان الغني في تلك المأدبة مدعو، والفقير مجفوّ، وكان فيها نوع من الإسراف، ويذكر (ع) في الكتاب انّ الإمام والحاكم هو المقتدى للناس، فعليه أن يسلك في حياته سلوك الزاهدين.

وبهذه المناسبة يشير أميرالمؤمنين (ع) إلى زهده في الدنيا، ثم يعرّج على فدك ويقول: «بلى كانت في أيدينا فدكٌ من كلّ ما أظلّته السّماء، فشحّت عليها نفوس قومٍ، وسخت عنها نفوس قومٍ آخرين، ونعم الحكم الله. وما أصنع بفدكٍ وغير فدكٍ، والنّفس مظانّها في غدٍ جدثٌ، تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها، وحفرةٌ لو زيد في فسحتها، وأوسعت يدا حافرها، لأضغطها الحجر والمدر، وسدّ فرجها التّراب المتراكم»([1]). وسنتكلّم في شرح هذا الكلام الدالّ على ما جرى في أمر فدك، ضمن فصول..

 

([1]) نهج البلاغة، الكتاب: 45

 

الفهرس  

مقدمة المكتبة .................................................................................... 5

تمهيد: نهج البلاغة وفدك .................................................................. 7

 

الفصل الأول

قوله (ع): «بلى كانت في أيدينا فدكٌ من كلّ ما أظلّته السّماء» ............ 9

1ـ أموال رسول الله (ص) وممتلكاته.................................................... 9

ألف ـ هبة مخيريق ................................................................ 10

ب ـ أرض بني النضير......................................................... 13

ج ـ أراضي خيبر.................................................................. 14

د ـ وادي القرى................................................................... 14

هـ ـ مهزور ......................................................................... 15

و ـ فدك .............................................................................. 15

2ـ فدك نحلة ................................................................................. 17

الفصل الثاني

قوله (ع): «فشحّت عليها نفوس قوم» ......................................... 23

1ـ بداية المؤامرة ............................................................................. 23

2ـ موقف الزهراء (عليها السلام)................................................................ 28

ألف ـ فدك نحلة ................................................................. 29

ب ـ فدك ارث .................................................................. 37

ج ـ الجمع بين الأخبار....................................................... 40

3ـ حديث: «لا نورث»................................................................ 45

الفصل الثالث

قوله (ع): «وسخت عنها نفوس قومٍ آخرين، ونعم الحكم الله ...... 55

الخاتمة: شبهات وردود ................................................................... 61

الفهرس ......................................................................................... 75