بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله الذي تجلى للقلوب بالعظمة, واحتجب عن الابصار بالعزة, واقتدر على الاشياء بالقدرة, الاول أول كان قبله والآخر بلا آخر بعده, اللهم فصل على محمد أمينك على وحيك ونجيبك من خلقك وصفيك من عبادك, إمام الرحمة وقائد الخير ومفتاح البركة, والسلام على أهل بيته الطيبين الطاهرين؛ والسلام على عمه أبي طالب كافل اليتيم وناصر نبي الدين.
أما بعد: فقد شرفت أوراق التاريخ في طليعة الدعوة الاسلامية مواقف رجل أدّت الى انتصار هذه الدعوة المباركة, وبقيت غرة على جبين التاريخ تسطع نوراً لا يمكن انكارها, يرها كل باحث وكاتب منصف من خلال حياته ونظمه ونثره, فهي كالشمس في وسط النهار لا تخفى على احد ابداً, الا وهو شيخ الابطح وشيبة بني هاشم وبيضة البلد وسيد مكة, الوريث المبارك لسيرة ابراهيم الخليل وآبائه الكرام, قصي وهاشم وعبد المطلب فكان هذا الوريث امتداداً طيباً لشرف خلقتهم وأهلاً لحماية الرسول والدفاع عن ناموس الرسالة وحامل لعلم الحنيفية البيضاء.
وبالفعل كان هو أول ملاذ أمين وحصن منيع ودرع واقي في الدفاع والذب عن الدعوة الالهية في أيام قاسية صعبة, حيث تحمل أبو طالب كل الشدائد والمآسي والمحن وتعرض إلى أشد ألوان العذاب والمتاعب في هذا الطريق, لو يزعزعه عن هدفه المقدس ضغوطات الاعداء وحنق قريش بل زاده عزماً وتضحية وصبراً وثباتاً, وكان يعامل المشركين بالتي هي أحسن وتارة بعدم اظهار اسلامه وأخرى بإشهار سيفه والوقوف بجانب الرسول (صلى الله عليه وآله) حتى وفاته(طيب الله ثراه) وجعل الجنة مثواه, وفي ذلك قال الرسول(صلى الله عليه وآله) " ما نالت قريش مني شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب" .
وما يصرح به التاريخ الاسلامي أن أبا طالب آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) ووقف إلى جانبه بكل شموخ وإباء فكان سنداً قوياً وركناً وثيقاً لا تأخذه في الله لومة لائم فحال دون ايصال الاذى اليه فكان خير كفيل له في صغره وخير ناصر له في دعوته, وما كتبته الاقلام المبغضة في حق ابي طالب من تهم وافتراء لا ينقص من قدره شيء وما ذاك الا بغضاً لعلي وللآل علي : , وقد صرح النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) بذلك لعلي(عليه السلام) اذ يقول" يا علي أنت مبتلي ومبتلى بك", فقد أبتلي علي وشيعته بكره المنافقين والمشركين والمعاندين, فقد نسبوا الكفر لأبيه وجده كما نسبوا صفة الخوارج والشرك الى شيعته.
لذلك ما وجه من تهم وافتراءات لساحة ابي طالب الا نتيجة للصراع الطبيعي بين الحق والباطل وبين قوى الخير وقوى الشر على مر الدهور الازمان, لذا يجب على المسلمين أن ينظروا بعمق ويتدبروا في التاريخ بتأمل بلا تعصب مذهبي وبموضوعية منصفة حتى يروا حقيقة إيمان أبي طالب بأنفسهم, لأن إيمان أبي طالب لا يحتاج الى براهين فهي بينة كالشمس لا تحتاج الى كثير عناء, وما أحرانا هذه الايام الى الوحدة الصادقة والاتحاد الفعال الذي يطيح بكل محاولات الاعداء للتفرقة وزرع الفتن والمشاحنات بين أفراد الدين الواحد والمذهب الواحد, فبدون الاعتصام بحبل الله المتين تتفرق الأمة الوسط التي أرادها الله سبحانه لعباده المؤمنين: )واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا( لتكون بذلك كلمة الله العظيمة هي العليا وكلمة الكفر هي السفلى .
وفي الختام لا يسعني الا أن أقدم جزيل شكري وعظيم أمتناني لأستاذي في جامعة آبادان وجامعة الشهيد شمران سيما الدكتور حسين جوبين, وكذلك الأستاذ أحمد محمدي وكل من له حق عليّ من الاخوة الفضلاء والعلماء, ويبقى لساني هذا الكال عن تأدية الشكر والامتنان لمن أعطى وأجزل في العطاء, ولكن أرجو وآمل من الله لهم التوفيق وعلو الدرجات.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين وخاتم النبين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
الفهرس
الاهداء................................................. 5
المقدمة................................................7
الفصل الاول: حياة أبي طالب (عليه السلام)
نسبه الشريف....................................13
مولده..................................................15
نشأته.................................................16
إخوته.................................................20
اخواته................................................21
زوجته................................................25
اولاده...............................................27
صفات ابي طالب..........................30
علمه................................................32
شجاعته...........................................32
كرمه................................................35
منزلته الاجتماعية..........................36
كفالته لرسول الله (صلى الله عليه وآله)...39
وفاته............................................43
الفصل الثاني: إيمان ابي طالب(عليه السلام)
إيمان ابي طالب.......................51
شبهة ورد.................................................66
نتيجة البحث من ايمان ابي طالب........81
الفصل الثالث: منزلة ابي طالب عند أهل البيت والآخرين
ما ألف في حق ابي طالب..................97
ما نظم في حق ابي طالب................103
الفصل الرابع: شاعريته
شاعريته............................................115
ابو طالب اول شاعر في الاسلام..118
صحة اشعار ابي طالب.................122
الرسول وشعر ابي طالب............124
الشواهد من شعر ابي طالب....127
الشواهد في كتب النحو............128
الشواهد في الكتب الادبية......132
الشواهد في كتب اللغة والمعاجم..133
الشواهد في تفاسير القرآن الكريم..137
الشواهد في كتب السير والتاريخ....142
الفصل الخامس: أغراض شعر ابي طالب(عليه السلام)
أغراض شعر ابي طالب................151
الفخر...............................................152
المدح..............................................157
الرثاء...............................................162
الذم والهجاء ................................168
العتاب...........................................174
الحماسة........................................181
الفصل السادس: لامية ابي طالب(عليه السلام)
لامية ابي طالب..........................189
الفصل السابع: خطب ابي طالب(عليه السلام)
خطب ابي طالب.......................213
الخطبة الاولى...........................215
الخطبة الثانية...........................218
الخطبة الثالثة...........................220
وصيته.......................................222
الخاتمة.....................................229
فهرس المصادر.....................231