البحث في...
العنوان
المؤلف
المحقق
الناشر
تاريخ الانتشار
الوصف او الفهرس
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
شعر أبي طالب وأخباره

شعر أبي طالب وأخباره

المؤلف :  أبي هفان عبد الله بن احمد المهزمي
المحقق :  قسم الدراسات الاسلامية - مؤسسة البعثة
عدد المجلدات :  1
الناشر :  دار الثقافة - قم المقدسة
تاريخ الانتشار :  1414 ق
الطبعة :  الاولى

أبو طالب

هو عبدمناف بن عبدالمطلب بن هشام، من سادات قريش ورؤسائها و أبطالها المعدودين، ومن أبرز خُطبائها العقلاء، وحكمائها الأباة، وشعرائها المبدعين، حاز مع شرف النسب شرف الطباع و رجاحة العقل والحكمة، إلى شجاعة الأبطال و إباء الكرماء، وسماحة الأسخياء، وبلاغة الفصحاء، فكان زعيماً مقدّماً مهاب الركن عزيز الجانب.

وهو أخو عبدالله والد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لأمّه أيضاً، كفل رسول الله صل الله عليه وآله بعد وفاة عبدالمطلب وأحبّه حبّاً شديداً، وقدّمه على ولده جميعاً، فكان لا ينام إلا إلى جنبه، ويخرُج معه، واصطحبه إلى الشام صبيّاً في رحلته المحفوفة بالمعجزات، من تظليل الغمام، وحديث بحيرا الراهب وغيرهما، وقد أثبتها أبو طالب في أشعاره، وهي في هذا الديوان.

ولمّا ابتدأت دعوة الإسلام، كان أبو طالب الحامي لرسول الله صلى الله عليه وآله والمدافع عنه وعن أنصاره من المؤمنين، فقد وقف مدّة حياته بوجه قُريش يذُبّ عن رسول الله صلى الله عليه وآله ويُؤكّد نصره إيّاه، وينذرهم ويهدّدهم من مسّه بمكروهٍ، وكان يُحرّض بني هاشم جميعاً وأحلافهم من بني المطّلب على نُصرة النبيّ صلى الله عليه وآله وفدائه بأنفسهم وأموالهم وقد تحمّل مع النبيّ ورهطه الهاشميين الحصار العسير، والمعروف بالحصار في شعب أبي طالب، ولم يعرف الرسول صلى الله عليه وآله حامياً له ولأصحابه مثله، حتّى قال صلى الله عليه وآله: «ما نالت قريش منّي شيئاً أكرهه حتّى مات أبو طالب».

قال ابن سعد: ثمّ إنّ أبا طالب دعا بني عبدالمطلب فقال: لن تزالوا بخيرٍ ما سَمِعتم من محمدٍ وما اتبعتم أمره، فاتبعوه وأعينوه ترشُدُوا.

وورد نحو قوله هذا في شعره كثيرٌ ممّا هو مثتبٌ في ديوانه هذا، وقد أوجزنا الكلام في سيرته هنا لأن هذا الديوان حافلٌ بذكر مواقفه الشُجاعة الأبيّة، وكاشف عن أهم معالم شخصيّته.

شاعريّته

عُرف أبو طالب شاعراً فحلاً من فُحول  الشُعراء، وقد تنوّع شعره، فطرق فيه أبواباً شتّى أجاد فيها وأحسن.

فنظم في الفخر؛ فكان يغترف من معينٍ سهلٍ، ومُتناوَلٍ قريبٍ، فلم يكن الفخر بالأنساب والأمجاد على أحدٍ أسهل منه على أبي طالب الذي حاز ذُروة المجد وشرف النَسَب، وفي ذلك يقول:

 

نشأنا بها والناسُ فيها أذلّة  ***  فلم ننفكك نزداد خيراً ونُحمدُ
ونُطعِمُ حتّى ينزل الناس سُورنا  ***  إذا جعلت أيدي المفيضين ترعدُ
­­­­­­­­­

 


ويقول:

الحمدُ لله  الذي قد شرّفا  ***  قَومي وأعلاهم معاً وغَطْرَفا
قد سَبَقُوا بالمجدِ من تعرّفا  ***  مجداً تليداً واصِلاً مُسْتَطْرَفا
لو عُدّ أدنى جودهم لأضعفا  ***  على البحارِ، والسَّحابِ استَرْعَفا

 


­­­­­­­­­ونظم في الحماسة؛ فكانت المعاني تأتي على لسانه، وكأنّها تتدفّق من منبعها، فهي حماسة بطلٍ مهابةٌ صولتُه مَخوفٌ غضبُه، كلمات تحكي حال قائلها، لا كمن قال فيها وليس من أهلها، فليس بمستكثرٍ على سيّد بطحاء مكّة أن يقول:

 

سيلعم أهلُ الضِّغن أيّي وأيّهم  ***  يفوزُ ويعلو في ليالٍ قلائلِ
وأيًهم منّي ومنهم بسيفه  ***  يلاقي إذا ما حان وقتُ التنازلِ
ومن ذا يَمَلُّ الحرب منّي ومنهمُ  *** ويُحمد في الآفاق في قول قائلِ
­­­­­­­

 



وقوله:

فيا قومنا لا تَظْلِمونا فإنّنا  ***  متى ما نخف ظلمَ العشيرةِ نغضبِ
ولا تبدأونا بالظُّلامةِوالأذى  ***  فنجزيكمُ ضِعفاً مع الأمّ والأبِ
­­­­­­­­­

 


وقال في الرثاء؛ فتوجّع على كِرام قومه، ورثى خِصالهم الحميدة ومحاسن سجاياهم، فقال يرثي أباه عبدالمطلب:

أبكى العيونَ وأذرى دَمْعَها دُرراً  ***  مصابُ شَيبةَ بين الدين والكرمِ
كانَ الشجاعُ الجوادُ الفَردُ سُؤددهُ  ***  له فضائلُ تعلو سادةَ الأممِ
مضى أبو الحَرَث المأمولُ نائِلُهُ  ***  والمُخْتَشَى صولةً في الناس بالنقمِ
العامرُ البيت بيت الله يملؤه  ***  نوراً فيجلو كسوفَ القَحْطِ والظُلمِ
بكت قُريشُ أباها كلّها وعلى  ***  أيّامها وحماها الثابت الدُّعُمِ


­­­­­­­­­

 

الأبيات.

ويرثي أخاه عبدالله والد رسول الله صلى الله عليه وآله، فيقول:

 

عيني ائذني ببكاءٍ آخرَ الأبدِ  ***  ولا تَمَلَّي على قَرمٍ لنا سَنَدِ
اشكو الذي بي من الوجدِ الشديدِ له  ***  وما بقلبي من الالامِ والكَمَدِ
لو عاش كان لفهر كلّها عَلَماً  ***  إذ كان منها مكان الروحِ في الجَسَدِ
­­­­­­­­­

 

ويرثى أبا أُميّة الملقّب بزاد الركب لكثرة إطعامه وتولّيه شأن المُستطرقين، فيقول:

 

ترى دارَه لا يَبْرَحُ الدَهْرَ وسطها  ***  مكلّلة أُدمٌ سِمانٌ وباقِرُ
ضَرُوبٌ بنَصْلِ السيف سوقَ سِمانها  ***  إذا عَدِمُوا زاداً فإنّك عاقِرُ
­­­­­­­­­

 


الأبيات.

وقال في العِتاب؛ فعاتب قومه على الفُرقة والتباعد، وحثّهم كثيراً على الأُلفة والاتحاد.

ومنه قوله:

ألم تَعْلَمُوا أنّ القطيعةَ مأثمٌ  ***  وأمرُ بلاءٍ قاتم غير حازمِ

­­­­­­­­

 

 

 

وقال:

حتّى متى نحنُ على فترةٍ  ***  يا هاشِمٌ والقومُ في جَحْفَلِ
يا قومُ ذُودوا عن جماهيركم  ***  بكلّ مِقْصَالٍ على مُسبلِ
 


­­­­­­­­



 

ولم يترك الذَمّ والهجاء أيضاً في شعره، ولكنّه لم يّذُمّ إلّا بحقّ، ولم يُفْحِش في  الطّعن كما يفعل الهجّاءون.

فهذا قوله في أقوامٍ تحالفوا على قطيعته:

أرقتَ وقد تصوَّبتِ النجومُ  ***  وبتَّ وما تُسالمكَ الهُمومُ
لظُلم عشيرةٍ ظلموا وعقُّوا  ***  وغِبّ عُقوقِهم كلأٌ وَخِيمُ
هم انتهكوا المحارمَ من أخيهم  ***  وليسَ لَهُم بغير أخٍ حَمِيمُ
إلى الرحمن والكرم استذمّوا  ***  وكلّ فَعَالِهمُ دَنسٌ ذَمِيمُ
بنو تيمٍ توارثها هُصَيصٌ  ***  ومخزومٌ لها منّا قسيمُ
فلا تنهى غُواة بني هُصَيصٍ  ***  بنو تيمٍ، وكلّهم عَديمُ
ومخزومٌ أقلّ القوم حِلماً  ***  إذا طاشت من العِدَة الحلومُ
أطاعوا ابن المُغيرة وابن حربٍ  ***  كِلا الرجُلين متّهمٌ مليمُ
­­­­­­­­

 

وأما محور قصائده منذ ابتدأت دعوة الإسلام وحتّى وفاته، فقد كان في نُصرة النبيّ صلى الله عليه وآله والذبّ عنه، والحث على أتّباعه فيما جاء به من دينٍ جديدٍ، كما قال في مدحه كثيراً. وغلب هذا الباب على المرويّ من شعره، فهو باستثناء رثائياته قد وقف شعره على نُصرة النبيّ صلى الله عليه وآله ومديحه.

وأشهر ما نظمه لاميته التي ظاهت المعلّقات السبع، وفاقتها شُهرةً، والتي منها قوله:

وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه  ***  ثِمال اليتامى عِصمةٌ للأراملِ
­­­­­­­­

 

ومنها:

كَذَبتم وبيتِ الله نُبزَى محمّداً  ***  ولمّا نُطاعن دونه ونناضلِ
وُسلمه حتّى نُصَرّع حوله  ***  ونَذْهَل عن أبنائنا والحلائلِ
وينهض قومٌ في الحديدِ إليكم  ***  نهوضَ الروايا تحت ذاتِ الصلاصلِ
­­­­­­­­

 


وهي طويلة:

وشُرحت هذه القصيدة عدّة شروح، منها:

1ـ شرح قصيدة أبي طالب: للمفتي مير عباس اللكهوني، المتوفّى سنة 1306هـ.

2ـ طِلبة الطالب بشرح لامية أبي طالب: لعلي فهمي.

3ـ وشرحها السُهيلي في الروض الأنف 2: 13 ـ 17.

4ـ وشرحها أيضاً البغدادي في خزانة الأدب 2: 55.

5ـ زهرة الأدباء في شرح لامية شيخ البطحاء: لجعفر النقدي.

وليس ببعيد أن يكون له شعرٌ كثيرٌ قبل الإسلام لم يُنقل عنه ولم يُحفظ، فليس هناك ما يُشير إلى أنّه قال الشعر متأخّراً، وما رُوي من رثائيّاته كان  كلّه قبل الإسلام.

وفاته

وبعد أنه أمضى ثلاث سنين في الشعب محاصراً مع النبي صلى الله عليه وآله من معه من بني هاشم وبني المطلب، ثمّ خُروجهم من الشعب بتمزيق الصحيفة التي تعاهدت عليها قريش في الخبر المشهور الذي كانت فيه واحدة من معاجز نبيّنا الأكرم صلى الله عليه وآله بعد ذلك، توفّي الشيخ أبو طالب في السنة العاشرة للعثة النبويّة الشريفة، وقبل الهجرة بثلاث سنين، وقبله بأيّام قلائل تُوفّيت أمّ المؤمنين خديجة.

توفّي عن بضعِ وثمانين سنةً، قضى العِقد الأخير منها حامياً لرسول الإسلام ولرسالته بكل ما أوتي من منزلة وقُوّة، فكانت وفاته بداية أيام عصيبةٍ وشديدةٍ على الرسول صلى الله عليه وآله والمسلمين أجمع، والتي انتهت بهجرتهم جميعاً إلى المدينة المنوّرة.

 

 

الفهارس

1ـ فهرس الأعلام والقبائل................................92

2ـ فهرس الشواهد.........................................99

3ـ فهرس الأشعار......................................101

4ـ فهرس الأرجاز.....................................125

5ـ فهرس المصادر...................................127

6ـ المحتوى.........................................131