بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

قال الله سبحانه ((وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ))[1] أبو طالب عليه السلام هو عم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله الذي احتضنه بعد وفاة جده عبدالمطلب حيث صدق بالرسالة الإلهية منذ البعثة فكان خير عم لرسول الله صلى الله عليه وآله فسانده بكل صغيرة و كبيرة كان يحتاجها الرسول صلى الله عليه وآله وهو صاحب جاه في قريش فكانت تحترمه وتقدره وتخاف مقامه كثيراً.

ووقف موقف المدافع الشجاع عن محمد ورسالته العظيمة فأبو طالب له فضل كبير لا يحصى ولا يستقصى، إذ لم يستقم أساس دين الله إلا بهمته ولم يجرد سيف علي إلا بعزيمته فنحن الآن أمام سيرة رجل لعبت فيه الأهواء مسدلة على الحقيقة ستاراً فكان شأنها هذا مع كل حقيقة ناصعة.

أبو طالب رجل خط بسيرته سطوراً بينة المعالم للإسلام فكان من طليعة المجاهدين الأوائل ومن أنصار المبادئ القويمة ورسل الإنسانية وهداتها في الرعيل الاول فنصر الإسلام خير نصر وكل القلوب جافية له وتنظر له العيون نظرة الشزر يتطاير منها الحقد وتنذره بالمقاومة لإطفاء هذه الشعلة المتقدة بيد محمد صلى الله عليه وآله الرسول الجديد ذي القبس البهي الذي اعشى بشعاعة العيون فكان عليه السلام ذلك الحصن المنيع وقف أمامها شامخاً مدلياً بصوته متحدياً لها بإرادتها الهوجاء فارتدت الأيدي الآثمة بعد أن ظنت أنها ستنال من محمد صلى الله عليه وآله ورسالته السامية.

ونجد ان أبا طالب وصموده أمام قوة قريش العاتية هو وليد الروح  الإيمانية التي تتجسد في شخصيته النبيلة فقد سقى الإسلام بذرة في حقل مجدب ورعاه عوداً ليناً في مهب الريح السوداء ووليداً ناعم الظفر فاشتد وقوي وانتشر منه النور دون أن ينال منه عدواً ما أراد.

فكان الراعي المخلص لتلك البذرة الطيبة وكان له في الإسلام شأن كبير وأثر جميل وفضلاً سابق، ولكن شائت الأهواء أن ترمد عنه العيون وتنظر إليه نظرة ظالمة وراحت تنال منه وتضع في حقه الأراجيف لكن الأهواء لن تدوم فلقد حفلت كتب السيرة والتاريخ بمآثر أبي طالب الرمز الروحي للإسلام ليسجل مواقفه الغراء وأياديه البيضاء لنصرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ليوفيه بعض الحق الذي عليه ولقد آمن أبو طالب عليه السلام إيماناً مطلقاً برسالة ابن أخيه وظل يكتم إيمانه حتى ثبت الدين، رغم أنوف المشركين ومن سار خلفهم من اليهود.

فكان العميد الذي ذب عن الرسول صلى الله عليه وآله في أول صراع عقائدي بين محمد وخصومه فلم يستطع خصومه وأعداء الرسالة السامية فكانت مرحلة تاريخية حاسمة بين الحق والباطل وبين الشرك والتوحيد فكان حقاً إن يكون الرمز الروحي للإسلام وسوف نسلط الضوء على هذه الشخصية الإسلامية الفذة من جميع جوانبها.

وتضمن كتابي الموسوم:

(أبو طالب الرمز الروحي للإسلام ـ دراسة تحليلية)

الفصول التالية:

الفصل الأول: تضمن التعريف بشخصية أبو طالب عليه السلام.

الفصل الثاني: احتوى على الأحاديث الواردة في أبي طالب عليه السلام.

الفصل الثالث: تضمن موقف أبو طالب عليه السلام من الدعوة.

الفصل الرابع: استدلال بالآيات القرآنية والأدلة النقلية والعقلية.

ومن ثم ألحقت الكتاب بمقالات نشرت لي في الصحف العراقية وبعض ردود من مواقع الانترنيت على الكتاب مع ملاحق للكتاب. عسى الله جل شأنه إن ينفع به عباده الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

والحمد لله أولاً وأخراً.

المحتويات

الموضوع

الاهداء............................................................5

المقدمة............................................................7

تقاريظ اصحاب السماحة والفضيلة...............................11

نسب أبي طالب عليه السلام.....................................39

مقتطفات من شعر أبي طالب في مناصرة النبي صلى الله عليه وآله....40

الاحاديث الواردة عن مناصرة أبي طالب لابن أخيه وثبوت إسلامه....49

قصة الراهب بحيراً..............................................65

استسقاء أبي طالب بالنبي صلى الله عليه وآله......................68

أبو طالب يفتقد النبي صلى الله عليه وآله.........................69

أبو طالب والدعوة............................................73

إظهار أمر النبي وأبي طالب ....................................74

موقف أبي طالب من قريش.................................75

سماح أبي طالب لابنه علي باتباع الرسول صلى الله عليه وآله.....77

قول أبي طالب لأبنه جعفر (صل جناح ابن عمك)..............78

أبو طالب وحنوه على النبي صلى الله عليه وآله...................78

أبو طالب وقريش...........................................80

سرور أبي طالب بقومه.......................................83

أبو طالب وصحيفة قريش.....................................83

وصية أبي طالب لبني أبيه.....................................86

وصية أبي طالب لكبار قريش..................................86

حصار الشعب................................................90

أبو طالب في مولد أميرالمؤمنين عليه السلام...................95

الأدلة العقلية والنقلية الدالة  على إسلام أبي طالب عليه السلام....103

وفاة سيدنا أبي طالب عليه السلام.........................133

ردود على الانترنيت......................................136

مقالات في الصحافة العراقية.........................149

مصادر الكتاب.....................................153

الملاحق الكتاب.....................................155

المحتويات..............................................175

المؤلف في سطور.....................................17

--------------------------------------------------------------------------------------- 

[1] غافر : 28.