البحث في...
العنوان
المؤلف
المحقق
الناشر
تاريخ الانتشار
الوصف او الفهرس
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
ابو طالب عليه السلام مؤمن باستحقاق

ابو طالب عليه السلام مؤمن باستحقاق

المؤلف :  علي الحداد
المحقق : 
عدد المجلدات :  1
الناشر :  دار المحجة البيضاء - بيروت
تاريخ الانتشار :  1429 هـ - 2008 م
الطبعة :  الاولى

مقدمة الكتاب

ولا إله إلا الله بما هلل الله به نفسه، وبما هلل الله به سماواته وأرضه، وسبحان الله بما سبح الله به خلقه، وصلى الله على رسوله محمد بن عبدالله الصادق الأمين، صلاة تبلغنا بها رضوانك وجنت، وننجو بها من سخطك والنار، وصلى الله وسلم على آله المصطفين الأبرار، والمتقين الأخيار الذين أوجبت حقوقهم، وفرضت طاعتهم وولايتهم، والذين خصصتهم بأفضل قسم الفضائل، وبلغتهم أفضل السؤدد ومحل المكرمين، وخصصتهم بالذكر المحمود والحوض المورود. اللهم أوردنا حوضه، واسقنا كأسه، واحشرنا في زمرته غير خزايا ولا نادمين، ولا شاكين، ولا مبدلين، ولا ناكثين، ولا مرتابين، ولا جاحدين، ولا مفتونين، ولا ضالين، ولا مضلين، قد رضينا الثواب وأمنا العقاب نزلاً من عندك إنك أنت العزيز الوهاب.

السلام عليك يا كافل محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وآله، ويا والد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام، ويا من ظهرت شفقته على رسول الله صلى الله عليه وآله، ويا من اجتهد في تربية رسول الله. أشهد أنك أحسنت الكفالة، وأديت الأمانة، واجتهدت في مرضاة الله، وبالغت في حفظ رسول الله، عارفاً بحقه، مؤمناً بصدقه، معترفاً بنبوته، مستبصراً بنعمته، كافلاً بتربيته، مشفقاً على نفسه، واقف على خدمته، ومختاراً رضاه، ومؤثراً هواه. وأشهد أنك مضيت على الإيمان، والتمسك بأشرف الأديان، راض مرضى، وطاهر زكي، وورع تقي، فرضى الله عنك وأرضاك، وجعل الجنة مثواك، ومنزلك ومأواك.

إنها صفحات ناصعة ومشرقة من السيرة العطرة لمؤمن قريش (أبي طالب) عليه السلام، عم رسول الله صلى الله عليه وآله، الذي ما إن بعث الرسول صلى الله عليه وآله إلى البشرية هادياً ومبشراً ونذيراً حتى صدقه أبو طالب عليه السلام، وآمن بما جاء به من عند الله، ولكنه لم يظهر إيمانه تمام الإظهار، بل كتمه حتى يتمكن من القيام بنصرة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن أسلم معه، ووالد أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام. أنشر عبقها، وأضمخ أفئدة المتعطشين لمعرفة هذ الحقيقة بسحر وطراوة ندها وعطرها، لكي يعرفوا خصال وسمات هذا الرجل العظيم، ويزنوا إيمانه وتقواه، لترجح كفة ذوده وذبه ودفاعه عن رسول الله صلى الله عليه وآله في سجل إيمانه وشرفه، وطاعته وعبادته. إنه عبد مناف بن عبدالمطلب بن هاشم المكنى بأبو طالب. فقد ناصبه القوم العداء بغضاً وحنقاً وعداوة لابنه عليّ بن أبي طالب عليه السلام، إذ يم يجدوا خلة أو ثغرة أو منقصة في علي عليه السلام فوسموه في أبيه، افتراءً وبهتاناً وزوراً كما فعلوا بأبنائه وذريته من بعده، فشب عليها الصغير، وهرم عليها الشيخ الكبير، فكفروه، وأخرجوه من دين آبائه، وادعوا بأنه مات كافراً، وروجوا لهذه الفرية، ورسخوها في أذهان وأدمغة البسطاء، والسذج، حتى أصبحت عقيدة ودين، ومذهب ومبدأ، يتمسكون بها، ويقاتلون من أجل تثبيتها وترسيخها، فصدقوا بها واستيقنتها أنفسهم.

فها أنا ذا بإذن الله وبإذن رسوله صلى الله عليه وآله، أروم الحقيقة من خلال هذا الخطاب المتواضع، لأدحض هذه الحجة الواهية، وأفرى هذه الفرية الخبيثة وأكذبها، بأسلوب راق وحضاري من الحوار البناء المتماسك، تبياناً للحقيقة الواضحة كالشمس في رابعة النهار، وكشفها، وإزالة الشك والرين والغموض في إسلام وإيمان أبو طالب عليه السلام، وإثبات حقيقة إيمانه وورعه وتقواه بالأدلة القطعية، والثوابت الدامغة، والشواهد اللامعة والأنوار الساطعة، وهكذا أحبتي أردت من خلال هذا الطرح أن أبعث برسالة واضحة وجلية، مؤداها أنه علينا أن نصون حرمة المؤمن، ونترفع ونتوقف عن التجريح والإهانة والغمز والهمز واللمز، فضلاً عن أن الشخصية التي نتحدث عنها شخصية عظيمة، قامت بواجبها اتجاه رسول الله صلى الله عليه وآله وعاضدته وساندته في نشر الرسالة المحمدية.

محمد صلى الله عليه وآله أعطانا درساً عظيماً في هذا الجانب، عندما ترفق بأهل حاتم الطائي وهو كافر، حيث قال لابنته عندما جاؤوا بسفانة والنساء ووضعوهن في مكان معين، فخرج النبي صلى الله عليه وآله من المسجد ماضياً إلى حاجة له، فقامت له سفانة بنت حاتم الطائي، وقالت: يا رسول الله هلك الوالد، وغاب الوافد، وأنا ابنة سيد قوم، قد كان أبي يقري الضيف، وينصر المظلوم، ويعين الضعيف، فأحسن إليّ. فالتفت النبي صلى الله عليه وآله وقال: (هذه صفات مؤمن يعني أنه سيد الناس، ويقري الضيف، وينصر المظلوم، هذه صفة مؤمن) فسألها: عن أبيها فقالت: أنا ابنة حاتم الطائي، فسأل عن مرادها بالوافد، فقالت: عدي بن حاتم. فقال: (الفار من الله ورسوله ليس رجلاً يقف فيحارب أو يسلم). فقال النبي صلى الله عليه وآله: (لو كان أبوك مسلماً لترحمنا عليه). ثم سكت النبي صلى الله عليه وآله ومضى، فلما خرج إلى الصلاة، التي بعدها، فقامت سفانة وقالت: يا رسول الله، هلك الوالد، وغاب الوافد، وأبي كان سيد قومه، وأعادت نفس كلامها، فظن النبي امرأة أخرى، فقال: (من وافدك)، قالت: عدي بن حاتم. لقد كانت جريئة فقال النبي: مرة أخرى: (الفار من الله ورسوله)، ثم ذهب فلما كان اليوم الثالث، لم تقم وكان وراء النبي صلى الله عليه وآله عليّ بن أبي طالب عليه السلام فأشار إليها أن قومي، فقامت، وأعادت نفس كلامها، وكان النبي صلى الله عليه وآله لا يسأل الشيء ثلاث مرات إلا أعطاه إياه لطالبه، ولقد كان يخجل صلى الله عليه وآله.

وأن النبي صلى الله عليه وآله إذا طولب ثلاث مرات فإنه سيوافق فقامت مرة أخرى فقالت مثل الأيام الماضية فسألها عن وافدها ثم قال لها: (أحسنا إليك إذا رأيت قافلة ذاهبة إلى طيء فأخبريني نبعثك معهم ولك وإلا ترجع كما قال تعالى: ((.... ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ)) وبعد أيام قالت: يا رسول الله هنا قافلة من قومي سيذهبون إلى بلادنا فجاء النبي عليه الصلاة والسلام وأعطاها بعيراً وأعطاها زاداً ومالاً وأحسن عليها أحسن إحسان وهي بنت أعدائه الذين فروا إلى الروم. ومع مشركي قريش وعلى رأسهم أبو سفيان الذين حاربوا رسول الله صلى الله عليه وآله وناصبوه العداء وأذاقوا المسلمين ألوان التعذيب والتنكيل، وعندما نصر الله رسوله صلى الله عليه وآله لم ينكلوا بهم ولم يؤذوهم، بل قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله (أذهبوا فأنتم الطلقاء)، ولم يقل لهم أنتم كافرون ولم يلمزهم أو يغمزهم، وهو يعلم صلى الله عليه وآله بأنهم ما آمنوا قط، ولما يدخل الإيمان في قلوبهم وأفئدتهم وأجوفتهم طرفة عين، مع ذلك قبلهم.

فأحسب أن القوم يم ينسجوا هذا الإفك على نول الجهل بتراجم الرجال فحسب، ولأن لهم مأرباً في آباء المهاجرين أسلموا أو لم يسلموا، أو أن لهم  غاية في إسلام أبو سفيان، لكنهم زمروا لما لم يزل لهم فيه مكاء وتصدية من تكفير سيد الأباطيح شيخ الأئمة أبي طالب والد مولانا أميرالمؤمنين سلام الله عليهما، وذلك بعد أن عجزوا عن الوقيعة في الولد فوجهوها إلى الوالد أو إلى الوالدين.

المحتويات

مقدمة الكتاب..............................................7

حياته عليه السلام.........................................15

شعر أبو طالب عليه السلام في مدح النبي محمد صلى الله عليه وآله والدعوة للدين الإسلامي....................................................27

الدليل على إيمان أبو طالب عليه السلام ....................61

وماذا بعد تلك البراهين الساطعة والحجج اللامعة..........81

المحتويات ................................................95