البحث في...
العنوان
المؤلف
المحقق
الناشر
تاريخ الانتشار
الوصف او الفهرس
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
ابو طالب ناصر الاسلام والمؤمن الكافل

ابو طالب ناصر الاسلام والمؤمن الكافل

المؤلف :  جواد الموسوي القزاز - تقديم باقر شريف القرشي
المحقق : 
عدد المجلدات :  1
الناشر : 
تاريخ الانتشار : 
الطبعة : 

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُبْ عَلَيْنا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[1].

مقدمة هذا الكتاب لا نريدها أن تكون كما هو متعارف عليه في توضيح فترة الحياة ومراحلها وكشف بعض أسرارها ولكن أردنا بهذه المقدمة إظهار حقيقة وأفضال شخصية لها أهم الدور في تاريخ الإسلام وحياة النبي صلى الله عليه وآله أبي طالب رضي الله عنه.

ففي بادئ الأمر قرأنا كتباً قد ملئت كلاماً بعيداً عن الرزانة أو الحرص أو الحق، بل بالهرج والمرج لخدمة مصالحهم أو لكسب المال. فتارةً ترى كاتباً يكتب عن كفر أبي طالب وشركه، وتارة يعطيك مواصفاته في النار. وآخر يأتي بأحاديث وآيات لا تستند حتى على صفة واحدة من العقلانية.

فلهذا وذاك أخذت وبشكل جدي، أكون عن أبي طالب فكرة بعد أخرى من الكتب والسير وغيرها. فلم أرَ إلا كل خير ولم أرَ أفضل من هذه الشخصية في التاريخ إلا ما ندر. فنراه المؤمن الموحد الكافل المربي الحامي المحامي المجيب المؤيد الذائد الناشد والمصدق بالرسول صلى الله عليه وآله فلماذا إذن قول الزور؟ وفي فترة وجيزة وبحمد الله وقوته وعلى بركته أتضحت لنا بواطن الأمور (ستبدي لك الأيام ما كنت جاهله). فإذا هي عبارة عن أحقاد وحسد كبير تخرج الإنسان من صفة الضمير الحق إلى الوحش الكاسر الذي لا يملك إلا هلاك المجتمع بدءاً بأفضلهم وخيرتهم لأنهم العمد والسور الحصين.

كما قال سبحانه وتعالى: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)[2].

ونحن بهذه العجالة لا نريد الإطالة أو إبراز أمور أخرى لا تكون ذات صلة قوية بالموضوع، ولكن أردنا أن نوضح شيئاً قد فات البعض لقلة المصادر أو لمطالعتهم بعض الكتب التي لم تكن على قدر كافٍ من الأمانة بالتاريخ الإسلامي المشرق، أو إظهار العداء لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وللإسلام ولأمير المؤمنين عليه السلام بالخصوص، فأرادوا بذريعة أو بأخرى أن ينتقصوا من رجل أعلى الله شأنه ورسوله وذريته الطيبة الطاهرة والصحابة الإجلاء والعلماء الذين يقولون الحق ولا تأخذهم في الله لومة لأئم (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)[3] فجاء من سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص:

(لم يؤرخ من أعداءه استياء ولده بأن أباه ـ أبي طالب ـ من الكفار. وهذا معاوية (ألدّ أعداءه) ومنازعيه، وهذا عمر بن العاص، وهذا عبدالله بن الزبير، وهذا مروان وغيرهم مع قدحهم فيه عليه السلام وإسنادهم ورميهم إليه ما هو بريء منه (وما عابوه) وما شنعوا عليه بذلك وهو عليه السلام يذكرهم بكفر الآباء والأمهات ورذالة النسب وما قابلوه بالمثل) .

هذا أقوى شاهد  على إسلامه، وأولئك أقرب إلى عهد النبي صلى الله عليه وآله ولو علم شيء عن  عدم إسلامه وكفره لكان أكبر حجة لهم. بل يدل ذلك على شدة تعصب من ينسب إليه الكفر وإلى قلة أمانته واحترامه لقلمه. فانظر أيها المنصف إلى سوء سريرة أشباه الخفافيش في عداوتهم لشمس الإسلام ونوره. وهذا جابر بن عبدالله الأنصاري يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله عن ولادة أميرالمؤمنين عليه السلام: (سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن ميلاد علي بن أبي طالب، فقال قد سألتني عن خير مولود في شبه المسيح عليه السلام. إن الله تبارك وتعالى خلق علياً من نوري، وخلقني من نوره، وكلانا من نور واحد، ثم أن الله عزوجل نقلنا من صلب آدم عليه السلام في أصلاب طاهرة إلى أرحام زكية، فما نقلت من صلب إلا ونقل علي معي فلم نزل كذلك حتى استودعني خير رحم، وهي آمنة، واستودع علياً خير رحم، وهي فاطمة بنت أسد)[4].

فنرى كيف يشبه رسول الله صلى الله عليه وآله ولادة أميرالمؤمنين. وأنهم كانوا ينتقلون من صلب طاهر إلى آخر إلى أن استقر رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر صلب، وهو صلب عبدالله والد الرسول صلى الله عليه وآله وأستقر علي عليه السلام في صلب أبي طالب، والد أميرالمؤمنين. فهل هذا كلام عادي؟ أم لبشر معرض للخطأ؟ أم به نوع من الغموض؟ فيكفيك يا أخي القارئ ما تسمع وما تقرأ، وكن حكماً (كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً)[5].

وإليك ما جاء عن الجاحظ في فصل طويل في كتاب (الزرع والنخيل) في مدح قريش وبني هاشم خاصة، ومما قال في بني هاشم:

(العرب كالبدنة وقريش روحها، وهاشم سرّها ولبها، وموضوع غاية الدين منها، وهاشم ملح الأرض، وزينة الدنيا، وجبهة العالم، والسنام الأضخم، والكاهل الأعظم، ولباب كل جوهر كريم، وسر كل عنصر شريف، والطينة البيضاء، والمغرس المبارك، وهم الركن الوثيق، معدن الفهم، وينبوع العلم، وشهلان ذو الهضبات في الحلم، والسيف الحسام في العزم، مع الأناة والحزم، والصفح عن الجرم، والقصد بعد المعرفة، والمغفرة بعد القدرة، والسنام الأكرم، والعز المشمخر، والصيانة والسؤدد، كالماء الذي لا ينجسه شيء، وكالشمس لا تخفى بكل مكان، وكالذهب لا يعرف بنقصان، وكالماء البارد للضمآن، منهم الثقلان والأطيبان، والسبطان والشهيدان، أسد الله ورسوله، وسيد الورى، وساقي الحجيج، وسيد البطحاء، والحبر والبحر، فالأنصار أنصارهم، والمهاجرين من هاجر معهم، والصديق من صدقهم، والفاروق من فرق بين الحق والباطل بهم. والحواري حواريهم. ولا خير إلا فيهم أولهم أو معهم أو إليهم، وكيف لا يكونون كذلك؟ ومنهم رسول رب العالمين، وإمام الأولين والآخرين. ونخبة المرسلين. وخاتم النبيين، الذي لم تتم للنبي نبوة إلا بعد التصديق به والبشارة بمجيئه، الذي عم برسالته ما بين الخافقين، (وأظهره الله على الدين كله ولو كره المشركون)، وأقسم تعالى بحياته في القرآن (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)[6].
وقال (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)[7]. فلا أعظم مما عظّم الله تعالى، ولا أصغر مما صغّر الله ولا عظيم أعظم ولا أفخر ولا أسنى ولا أكبر من ممدوح مدحه الله وناقل مديحه الأمين جبرائيل والممدوح محمد صلى الله عليه وآله والمديح القرآن فمن أفخر من قوم صاحب هذا النعت؟ ومن أفخر من عمه وبني عمه ومن ولده وولد ولده؟)

ولو أردنا أ، نضيف فوق هذا الكلام كلام فلا نعرف كيف نبدأ أو ننتهي. والكتب تنتهي وأبو طالب وبني هاشم لم ينتهي عنهم الكلام. ولكن ختاماً نقول فيمن كان بيته الكعبة الثانية التي تربى بها خير خلق الله من الأولين والآخرين وسيد المرسلين، وحبيب  إله العالمين صلى الله عليه وآله، وولد وتربى به أميرالمؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين عليه السلام، وفيه تربى جعفر الطيار وعقيل عليهما السلام، كما ضم به الهاشميين وضم المسلمين عنده، فقد كفلهم في شعبه، فمن أراد أن يتقوّل شيئاً من الأباطيل عن أبي طالب من بعد ما سيتبين له من خلال حياته وجهاده ووفاته، فإنما هو إيذاء لله ولرسوله ولأميرالمؤمنين وللمسلمين. قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)[8] وسندعك أيها القارئ مع قراءتك وحياة (عبد مناف) أبو طالب، ومن الله  التوفيق.

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)[9]

 

المحتويات

مقدمة..................................................7

تمهيد..................................................13

القبائل التي سكنت مكة قبل الإسلام.............13

1ـ العمالقة: .......................................13

2ـ جرهم: .........................................14

3ـ خزاعة: .......................................15

4ـ قريش: .......................................15

ألقاب عبدالمطلب...............................22

أولاد عبدالمطلب...........................26

الدعاء المجاب.............................33

وفاة عبدالمطلب............................35

في كفالة أبو طالب........................38

أعمال رسول الله (ص) ...............41

الخير في أبي طالب.....................43

 

[1] سورة البقرة: 127 ـ 128.

[2] سورة النساء: آية 54 .

[3] سورة التوبة: آية 32 .

[4] كفاية الطالب: ص 260 .

[5] سورة الإسراء: آية 14.

[6] سورة الحجر: آية 72.

[7] سورة  القلم: آية 4 .

[8] سورة الأحزاب: آية 57 .

[9] سورة الاسراء آية 85 .