تصدير
بسم الله الرحمن الرحيم
كان لا بد لهذه الملحمة من تصدير أعتبره إكمالاً للتصدير الذي ورد في ملحمة مولد النور , وهو شبه قصة موجزة عن تاريخ المعاناة التي مررت بها, ولم أكن احلم يومئذٍ بأن أكون شاعر ملحمة وإنما كان كل ما أكتبه هو نفاث يجيش بها صدري وتتحرك لها عواطفي عند كل حادثة تمر بي أو اراها أمامي عرضاً فأتأثر بها وينطلق لساني بالشعر.
ويشاء الله أن يفتح لي المجال فلا يبقى هذا الفيض الشعري مكتوماً, ويشجّعني قوم لهم من الطيبة والأريحية والشهامة ما لست أنساه كأمثال سماحة العلامة الشيخ عبد الامير قبلان والأخ المؤمن الحاج عبد الله حجيج من قرية دير أنطار في جنوب لبنان ,
وقد فاتني في التصدير الاول في ملحمة مولد النور أن أذكر أن إنساناَ كريماً طيباً كان السبب الاول لهذه الانطلاقة الملحمية, فكان صدور ديوان الشاعر الحزين , وقد نفذت الطبعة الاولى منه, وصدر ملحمة مولد النور التي ضمت أربعة آلاف وخمسماية بيت , وقد لاقت الاستحسان الكثير من القراء ووردني رسائل بتقريظها من أكابر العلماء والمستشرقين سأثبتها في مقدمة الطبعة الثانية ان شاء الله,
عن هذا الانسان الطيب المحب للأدب يعمل على تشجيع الأدباء من خلف الستار ولا يطمع بمجد أو شهرة وإنما هي محبته في إبراز العلوم الأدبية , ألا وهو الدكتور نايف المعلوف والذي كان له الفضل بإقامة أمسية شعرية لي في منزله بالأشرفية عام 1976 وهذا دليل على أنه لا يفرق بين هذا وذاك وإنما هو لبناني يحب جميع اللبنانيين بلا استثناء,
وقد قلت من جملة ما قلته يومئذٍ قصيدة سمعها من كان حاضراً ومنهم الاستاذ سعيد عقل وجلة من أهل الادب أولها,
سفينة المجد جُنّت فوق مجراها
وناقع الويل باد في ثناياها
***
والريح تعصف والإعصار يصفعها
واللج تقذف للشاطئ ضحاياها
***
والكون لفّ على الدنيا دواكنه
وبان نجم من الافلاك نجاها
***
قبطانها نايف المعلوف مرشدها
ولن يغيب عن القبطان مرساها
***
وهي طويلة ولكني أثبتّ هذه الابيات اعترافاً بالجميل وتعبيراً عن الشكر.
أما ولحمة أبو طالب هذه وهي التي تضم ألفي بيت تقريباً فقد دارت حول هذه الشخصية الهائلة صراعات كثيرة وآراء مختلفة منها ما يقول أنه مات كافراً ومنها ما يقول أنه مات مؤمناً وبالرغم من أن مدار هذا البحث هو إثبات إسلامه فإن الرجل كان شاعراً ومجاهداً في الاسلام , ومن حقّه على كل باحث أن يبرز شخصيته , للناس ولا يبقيها مجهولة , وقد مرت أمامي وأثناء مطالعاتي صدفة حوادث مهمة كان قطب رحاها أبو طالب وخاصة في نشر الدعوة الاسلامية وله جهاد هائل في سبيل الرسول الاعظم وأؤكد أنه لولاه ولولا ولديه علي وجعفر لما ارتفعت راية ولا أذن فوق المآذن مؤذن, وهذا ما يقوله صاحب شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد.
ولذا آليت على نفسي تحقيق هذه الشخصية من خلال شعره ومن الروايات التاريخية العادلة , لان شعره كان شبيه بالإذاعة في تلك الحقبة التاريخية من المبعث, فلا تمر حادثة على الرسول (ص) الا ويثبتها في شعرٍ فينتشر بين القبائل وتتناقله الالسن بسرعة البرق وهذا ما ساعد على نشر الدعوة الاسلامية في الجزيرة العربية كلها, ويشهد الله أنني لست متعصباً والتعصب عمى وجهل وليس من شيمة أي شاعر أو باحث بثّ الفرقة والفتنة بين المسلمين والفتنة أشد من القتل, وما توخيت في هذا البحث الا خدمة العلم الاسلام ولعنة الله على كل متعصب وعلى كل من يحرف الكلم عن مواضعه.
وقد جمعت الروايات التاريخية كلها من أكثر من ثمانين مصدراً معترف به , ثم محصتها ودققتها وقارنت بينها وأخذت منها الحقيقة الثابتة التي أجمع عليها المؤرخون , وما كنت لأنساق مع التيار العاطفي أو التجني وأنا أؤمن أن القرآن واحد والصلاة واحدة والحج واحد والحقيقة سوف تنجلي ولو بعد مئات السنين, ولكنها لعبة ودعاية أموية لتنال من علي بن أبي طالب (ع) في أبيه وكشف الحقائق التاريخية أمانة في عنق كل أديب وباحث حتى تصل الى الاجيال القادمة صافية المعين خالية من الشوائب,
ولن أقول بعد أن بذلت جهدي في المقارنة ووضع النقاط على الحروف أنني بلغت القمة وما الكمال الا لله عز وجل,
فيا قارئي العزيز ,
لقد نقلت لك الحوادث التاريخية من مصادر هامة معوّل عليها وذكرت في حاشية كل صفحة أسماء هذه المصادر وأرقام صفحاتها ولخّصتها ما استطعت ولم أضع شيئاً من عندي أو أختلق أي خبر , والمزور والكاذب في النار ثم نظمت هذه الاحداث كلها شعراً فإن كنت قد أحسنت فمن الله وإن كنت قد أسأت فمن نفسي وأستغفر الله من كل هفوة, وأنا على استعداد لقبول أي نقد بنّاء يعتمد على الاثبات العلمي والتاريخي الذي يخلو من الجور والتعصب , أما إذا كان النقد للتحطيم فإن لي لساناً أمضى من حد السيف, بالهجاء والله الموفق,
لبنان بيروت في 20/2/1984
سعيد عسيلي
فهرس المواضيع
المقدمة 17
تصدير 19
تعريف 22
المدخل 24
ابو طالب كفيل الرسول 27
معاوية وعصر الملكية 28
مع سمرة بن جندب 32
مع زياد بن سمية وحجر بن عدي 36
مع السيوطي 38
مع الغزالي 40
حقائق تتكلم 41
وحشي قاتل الحمزة 43
ابليس اللعين 44
مع ابن خلدون 45
مقارنة 47
مع ابن حجر 49
مكة 50
ذرية بعضها من بعض 52
بئر زمزم 55
معارضة قريش 56
وصية عبد المطلب ومولد الرسول(ص) 58
مجد مع الفقر 60
زعامة وكرم 62
شعاع بشارة 64
معجزة سوق ذي المجاز 67
مع العائف 69
رحلة الشام 70
مع الراهب بحيري 72
العودة 75
ويقول ابو طالب 76
أدلة وعقل 78
حب وتجارة 80
خطبة وخطوبة 83
شرح وبيان 84
زلزال في مقال 85
آية الانذار والموقف الصامد 88
موقف بين أخوين 90
قم يا سيدي 91
صلاة في يوم الرسالة 93
صل جناح ابن عمك 95
قسم عظيم 96
صبراً ابا يعلى 97
قل ما أحببت 99
ايمان كامل 102
مبادلة بالبنين 103
استعداد 105
محاولة قتل 107
لهجة المنتصر 109
مع عثمان بن مظعون 111
حفظ الجوار 113
هجرة الى الحبشة 115
دعوة الى الاسلام 117
ابو جهل والحجر 118
معجزة الصحيفة 120
داخل الشعب 123
اثرة وتضحية 126
حوار حول الصحيفة 129
الإحتضار 131
الوصية 134
حول الوصية 136
جنازة واستغفار 138
اخرج فقد مات ناصرك 141
حوالينا ولا علينا 145
حق المقام 148
وبيوم بدر 149
تقسيم الجنة والنار 151
علي مع الحق والحق مع علي 153
عودة للتشريع 155
حديث حيدر 158
في ضحضاح من نار 161
الضحضاح وجامعة اهل البيت 164
مع الامام الرضا(ع) 167
مؤمن آل فرعون 170
شهادات خالدة 173
ان العناد محال 176
النضال والنقبة 178
نقبة وايمان 181
ب بعثت يا محمد 184
الخاتمة 187
ملحق شعر ابو طالب 191
القصيدة 193
المصادر والمراجع 215
فهرس المصادر 219