قصيدة في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام )

{ علي نور الدين العاملي }

قالت تحب أبا بكر وصاحبه

ومن أحبا وذا النورين عثمانا

***

فقلت كلا فلا أهوى لهم أبدا

ولا أحب من الظلال إنسانا

***

هم أغضبوا المصطفى الهادي وبضعته

وصهره المرتضى سراً وإعلانا

***

وافسدوا خطة قد كان دبرها

ليصبحوا بعده في الدين إخوانا

***

وصرحوا أنه يهذي ببغيهم

ليفسدوا رأيه ظلماً وعدوانا

***

ويصبحوا بعده حكام أمته

بدون علم ولا فضل لهم كانا

***

لا تعجبي إنني أهوى أبا حسن

من خصه الله بالتقدير إحسانا

***

هو الوصي لطه والنصير له

وزوج فاطمة الزهراء مولانا

***

ومن له المصطفى أخا وقدمه

على الصحابة قد أعلى له شانا

***

أبو الوصيين للمختار أجمعهم

فلم أجد مثله في الفضل إنسانا

***

حاشا النبي ولولا المصطفى لسما

على النبيين عرفاناً وإيمانا

***

هو الأمير أمير المؤمنين ومن

قد أنزل الله في علياه قرآنا

***

لولا علي أبو الحسنين ما ارتفعت

للدين أركانه أو صرحه أزدانا

***

فاسأل إذا شئت بدراً والنضير وسل

عنه حنيناً ومن في حربها كانا

***

لا سيما وقعة الأحزاب فهو بها

أودى بعمرو لأجل الدين قرباناً

***

قضى عليه وكل الناس شاهدة

من بعد أن عجزوا شيباً وشبانا

***

وقال في يومها المختار قولته

يا ضربة شيدت للدين أركانا

                                            ***            

قد عادلت عمل الثقلين أو فضلت

بفضلها عمل الثقلين ميزانا

***

فكيف أهوى أناساً بانَ باطلهم

وأحدثوا بدعا في الدين ألوانا

***

منها اجتهادهم في منع فاطمة

من إرثها بحديث كذبه بانا

***

وقصدهم بيتها بالنار توطئة

لكسرهم ضلعها بغيا وعدوانا

***

وغصبهم لعلي وهو سيدهم

حق الخلافة تكذيباً وكفرانا

***

وحربهم لعلي بعدما ثبتت

له الخلافة بالإجماع عصيانا

***

وقتلهم عترة الهادي وقد علموا

بأنها عادلت في الفضل قرآنا

***

وكم وكم بدعة في الدين قد لصقوا

فأصبحت عندهم ديناً وقرباناً

***

أئمة لعبوا بالدين واخترعوا

مذاهباً لرضا السلطان عنوانا

***

أبو حنيفة سن الرأي مجتهداً

وقاس في الدين للسلطان رضوانا

***

والمالكي على نفس الطريق مشى

وقد يخالف بعض الرأي أحيانا

***

والشافعي جرى في الرأي مقتدياً

لمالك واقتفى في الفقه نعمانا

***

والحنبلي على عكس الجميع مضى

في بعض أقواله فقهاً وتبيانا

***

وكلهم عاصروا آل النبي فلم

يراجعوهم ولم يعلوا لهم شانا

***

وكيف جاز لهم إعلان مذهبهم

ومذهب الله في القرآن مذ كانا

***

ومذهب الله محصور بسيدنا

طه وعترته مذ دينه بانا

***

فكيف صح لقوم ينكرون لما

جاء النبي به وحياً وإعلانا

***

أن يصدروا لفتاوى جلها غلط

بل كلها قد أتى زوراً وبهتانا

***

من بعد أن تركوا آل النبي وهم

من قد علمت غذوا من علم مولانا

***

عذاهم المصطفى طه النبي بما

يحتاجه الناس في الأخرى ودنيانا

***

وقال إني سأمضي تاركاً لكم

ثقلين آلي وعدل الآل قرآنا

***

فمن تمسك بالثقلين فاز ومن

عن أهل بيتي تولى بات خسرانا

***

إني تمسكت بالثقلين ملتمساً

من الإله الرضا عني بما كانا

***

ثم الصلاة على طه وعترته

فهم ملاذي بدنيانا وأخرانا