غديرية

{ الشاعر العلامة المرحوم السيد محمد شبر الموسوي الغريفي }

لك قد وقفت أبا الحسين أرنم

لحناً تعطر من ترنمه الفم

***

وأردِّد الأنغام فيك وإنَّها

درر بها آيات بوحيه يترنَّم

***

وأعبد ذكرك وهو قرآن به

جبريل كان بوحيه يترنَّم

***

وأصوغ فيك من القريض جواهراً

من بحر نعتك وهو بحر مفعم

***

ولو أنَّني وجميع من فوق الثرى

والجن قد قمنا نحط ونرسم

***

هيهات يبلغ منك أدنى خطوة

منَّا المفكّر أو يحل الطلسم

***

انا حائر والعارفون تحيَّروا

قبلي فعذراً منك إذا تكلَّموا

***

من نوح من موسى الكليم ومن هو

الرُّوح الأمين ومن هنالك آدم

***

فهموا هموا إنّي أجلُّ مقامهم

شأناً وأنت عليهم المقدَّم

***

ولأنت منك النور منه المستقى

للرُّسل والمشكاة منك مقدّم

***

بل أنت شاء الله فيك لخلقة

أمراً فكنت كما يشاء المنعم

***

بل أنت أنت وما أقول جهالة

كلا وأنت الحاكم المتحكم

***

في الخلق في كل العوالم جملة

في العالم العلوي أنت منظم

***

أعطاك خالقها عليها قدرة

إن شئت توجدها وإلا تعدم

***

وبكفّك الأقدار والأعمال والأسـ

ـرار الأرزاق بين الكائنات تقسم

***

بل فيك قام العرش والكرسي بـ

ـل واللوح والقلم الذي هو يرقم

***

وإليك قد أعطى الله قيادة

عظماً حباك بها الرّحيم الارحم

***

أأقول أنت معلّم لا والذي

أنشأك أخشى أن أقول معلَّم

***

هذي الولاية أتتك بأمر من

هو قد حباك بما تشاء وتحكم

***

وبكفِّ أحمد وهو خير مبلّغ

يوم الغدير بها غداً يتكلَّم

***

ويقول والملأ الحضور جميعهم

خرَّس وتغر المصطفى يبتسم

***

هذا هو النبي العظيم وفيه قد

أوحى لي الرّحمن ما هو مبرم

***

فخليفتي هذا فويل للذي

عنه يحيد وويل من يتقدّم

***

ودعا ألا هيَّا عليه فسلّموا

فهو الصراط المستقيم الأقوم

***

وهو الأمير غداً يُمير وليَّه

وإلى مقام القدس فهو السُّلَّم

***

فدنا إليه البعض وهو مبخبخ

وفؤاده يلظى العدى يتضرَّم

***

 وهناك لمَّا أن قضى خير الورى

انقبلوا وجاء إلى الوصي الأبكم

***

ودعاه أن قم يا علي لبيعة

وادخل بما دخل السَّواد الأعظم

***

أنا في فؤادي جمرة ممَّا جرى

وأضالعي من ذكرها تتحطَّم

***

لله صبرك يا وصيَّ المصطفى

أفهل نبا ذاك الحسام المخدَّم

***

أم هل لعهد الله كنت منفِّذاً

فتجرؤوا وعدى عليك الالأم

***

 

من كتاب النظرات الودِّية في تراجم مشاهير الأسرة الغريفيّة