الجودي

ورد هذا الاسم في عدة أحاديث، جاءت على لسان أهل البيت (عليهم السلام)، عند تفسيرهم لآية (وقيل يا أرض ابلعي مائك، ويا سماء أقلعي، وغيض الماء، وقضي الأمر، واستوت على الجودي، وقيل بعداً للقوم الظالمين) فقالوا: المراد من الجودي جبل في النجف استوت عليه سفينة نوح (عليه السلام)، لما نضب الماء وأصبح علماً لهذه البقعة الشريفة، وليس غيره ومن ذهب إلى غير هذا المعنى فلا يعبأ بقوله لأنه الأصح.

     وذهب جمع من المفسرين، واللغويين، أنه جبل مطل على جزيرة ابن عمر في الجانب الشرقي، من دجلة من أعمال الموصل عليه استوت سفينة نوح(عليه السلام)، مستدلين على صحة قولهم بما جاء في سفر التكوين، من الكتاب المقدس، ولفظه: (ثم ذكر الله نوحاً وكل الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك وأجاز الله ريحاً على الأرض فهدأت المياه، وانسدت ينابيع الغمر وطاقات السماء فامتنع المطر من السماء. ورجعت المياه عن الأرض رجوعاً متوالياً، وبعد مائة وخمسين يوماً نقصت المياه. واستقر الفلك في الشهر السابع، في اليوم السابع عشر، من الشهر على جبال أراراط. وكانت المياه تنقص نقصاً متوالياً إلى الشهر العاشر، وفي العاشر في أول الشهر ظهرت رؤوس الجبال.

     فذكروا أنه بديار بكر من الموصل، في جبال تتصل بجبال أرمينية، وقد سماه في التوراة أراراط. قال في القاموس: والجودي، جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح عليه السلام، ويسمى في التوراة (أراراط).

    قال بطرس البستاني في كلامه عن جبل (أراراط) وموقعه الطبيعي: ومن الموافق أن نذكر آراء العلماء بخصوص الموضع الذي استوت عليه الفلك بعد الطوفان كما هو مذكور في سفر التكوين. فقد ذهب بروزس الكلداني، معاصر الإسكندر الأكبر، أن الفلك استوت على جبال كردستان، وهو حد أرمينية الجنوبي، ووافقته في ذلك النسخ السريانية، والكلدانية التي ذكرت جبال الأكراد عوضاً عن أراراط. ووافقه أيضاً القرآن الشريف، ولا تزال الروايات تشير إلى أن الجودي كان مركز الحادثة المذكورة، وهي تسند هذا الرأي الذي ذكره بروزس إلى وجود آثار الفلك على قمة ذلك الجبل.