الطور

 وجاء (طور سيناء) وهو أيضاً من الأسماء التي وردت في أحاديث العترة الطاهرة (عليه السلام) وقصدوا به بقعة النجف... وتناقلت كتب الحديث، هذه الروايات، وصححوا أسانيدها، واخبتوا على توثيقها، واستدلوا بها وأذعنوا إليها، وإليك بعضاً من نصوصها، مع تبيان أسانيدها الثابتة، وأن نقلها بعضهم في بحوثهم مع حذف الأسانيد، وهذا ما لا أستسيغه لأن ذكر السند، ورجال الحديث، يزيد في درجة الحديث واعتباره من ناحية الصحة والوثاقة.

    علي بن إبراهيم، في معنى السورة قوله: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين) التين المدينة، والزيتون بيت المقدس، وطور سينين الكوفة، وهذا البلد الأمين مكة.

 وسينين، وسيناء واحد، ومعناه الجبل المبارك الحسن بلغة النبط.

    ومعنى طور سيناء جبل البركة، وهو ما بين مصر وايلة، وفي أخبارنا إشارة إلى أن طور سيناء نجف الكوفة، وأنه الموضع الذي فيه مشهد امير المؤمنين عليه السلام.

     وقال مؤلف كتاب (معارف الرجال) عند ترجمته للمولى عبد الله اليزدي النجفي المتوفى 981هـ، والمعروف المتسالم عليه أنه أتى به السلطان الشاه عباس الأول الصفوي الموسوي من إيران إلى العراق، ليتولى نقابة الحرم المقدس، وسلمه مفاتيح الحرم والخزانة الكبيرة... وبنى له الشاه عباس مدرسة في النجف في الجانب الشمالي الغربي منها، وسماها بمدرسة الآخوند، تقع في محلة المشراق، حوالي دور السادة آل كمونة، والمدرسة اليوم أعني سنة 1295هـ اندرست آثارها، وجلب له الطيور من الهند المعروفة عند العامة في النجف بطيور (الحضرة) تارة و(الطورانية) أخرى... نسبة إلى قطعة جبل يسمى بجبل الطور عند قدماء النجفيين، حيث أن هذه الطيور كانت تألف له دائماً. يقع هذا الجبل حول بلد النجف من شرقيه إلى الشمال، يقرب من خندق سور النجف الأخير غطاه تراب عمارة البلد اليوم.