في مدح أمير المؤمنين (عليه السلام)

{ للشاعر إبراهيم محمد حسين الكعبي }

قل والقوافي ملءَ فيك غناءُ

وانظِمْ فرائدَ ما لهُنَّ فَناءُ

***

وارفعْ صياحكَ في الجموعِ مُعظِّماً

فالصّوتُ يعظِمُ وقعه الإعلاءُ

***

لك ما تشاءُ من المسامعِ فارتجلْ

فالشّعرُ ما ارتجلت به الشُّعراءُ

***

لا تعصيَنّ عليك قافيةٌ بها

تعيا عقولٌ ما بهنَّ عطاءُ

***

فالشّعر أحلى ما يكونُ بَداهةً

لا كالّذي قد جّرّه الإملاءُ

***

يعصي البناءَ فريدُه عن نظمه

حتّى يُجيدَ بناءَه الإنشاءُ

***

وإذا يُزانُ بمدحِ آلِ محمّدٍ

وثنائِهم زانَ البديعَ ثَناءُ

***

فهمو معينٌ للكمالِ وزينةٌ

ترتادها الفقهاءُ والأدباءُ

***

فإذا يعودُ بها الفقيه مُعلِّماً

وإذا الأديبُ صحيفةٌ مِعطاءُ

***

نَزَلوا إلى الدّنيا فَبُلَّ غليلُها

وسَموا فبلَّت بالهداةِ سماءُ

***

أفبالبطولة والشّجاعةِ والإبا

من دون كعبك كُلُّ ذاك هباءُ

***

أم بالضَّراعة للإله من التّقى

لك يشهدُ السَّجادُ والبكَّاءُ

***

ماذا أقولُ وما تركتَ لخاطري

أمراً وليسَ عليهِ منكَ غِطاءُ

***

حتّى القيامةُ أنت في عرَصاتها

مَلِكٌ مكينٌ والقلوبُ هواءُ

***

ولَكَ الملائِكُ طائعونَ ومالكٌ

تَبَعٌ ورِضوانٌ لديكَ سواءُ

***

ما شِئتَ منَّا من يكونُ مُعذَّباً

أو مَنْ تشاءُ منعَّماً ما شاءوا

***

وكتائِبُ الأملاكِ حولَكَ خُضَّعاً

تُعطى مواثيقاً لها وتُجاءُ

***

ويبايعونَ على الولايةِ رغمَ مَنْ

جَحَدوا وضَاعَ هنالِكَ الجُهَلاءُ

***

فَضّلتُ عِشْقكَ لا زهداً بمنفعتي

إذْ كُلُّ أهلِ هواكَ هُمْ فُقَراءُ

***

فَضّلتُ عِشْقكَ لا زهداً بمنفعتي

إذْ كُلُّ أهلِ هواكَ هُمْ فُقَراءُ

***

يقضونَ مُرَّ العيشِ بين محاربٍ

أو عائِبٍ قدْ غَرّه استغناءُ

***

ما قدَّرَ الحمقى بأنّ محبّتي

لعظيمِ شخصِكَ راحةٌ وهناءُ

***

لما علمتُ بأنها ثمنٌ لما

وُعِدتْ به في حشرِها الشّهداء

***

لي فيكَ يا مولايَ سِفر محبّةٍ

عن نشرِه تتقاعسُ البلغاءُ

***

فاضت كرائمه عليّ فأغرقت

ذهني معانٍ ما لها إحصاءُ

***

أنت المبينُ لكلّ علمٍ مُبهَمٍ

يُجلى كما جَلَتِ الظلامُ ذُكاءُ

***

يا باءَ بسمِ الله لولا أنها

فيه لأعوز بعضَ الاسم شِفاءُ

***

أسفي على من بايعتك أكفهم

وقلوبهم ممّا فعلنَ بُراءُ

***

ولو انّهم صدقوكَ فيما أضمروا

فلّهُمْ بحلمك والسماحِ نَجاء

***

لكنّهم قد أخلدوا لجحيمهم

فلّهم بِها ممّا جَنَوْه بَقاءُ

***

يُشفى السقيمُ إذا يُداوي داءَهُ

والداءُ لا يقضي عليهِ دَواءُ

***

يا قادةً رُبِطَ المصيرُ بسعيهم

وبقدر سعيهم يكون رَخاءُ

***

لا يُهنِكمْ سَعْيُ الوئيدِ بمشيهِ

خيرُ السُّعاةِ الرّاكضُ العدّاءُ

***

الشعبُ أوصلَكُمْ لِما أنتمْ بِه

لولاهُ لمْ تُعرفْ لكمْ أسماءُ

***

ليكنْ جزاهُ أن يكونَ رُقادكم

كرقادِ ذئبٍ مرّ فيه الشّاءُ

***

لا تخلدوا للرَّوْحِ مِنْ دَعَةٍ ففي

دَعَةِ العراقِ لكُمْ يكونُ هَناءُ

***

كونوا كما كانَ الوصيُّ رعيّةً

في حكمهِ والشعبُ هُمْ أمَراء

***

في الحشرِ أيدٍ لو يُباحُ كلامُها

نَطَقتْ بمالا تنطِقُ البلَغاءُ

***

وتظلَّمتْ ممّا جَنَتْهُ سواعدٌ

ودّتْ لَو انّ أكفَّها جَذّاءُ

***

عَجَباً لحلمِ المصطفى لمَا رأى

تلكَ الأكفَّ كأنها حِرباءُ

***

مَدّتْ أنامِلَها لبيعةِ حيدرٍ

والغدرُ في راحاتِها سيماءُ

***

ينقى المنجّسُ بالمياه ولا أرى

تنقى النجاسةُ لو علاها الماءُ

***

ينقى المنجّسُ بالمياه ولا أرى

تنقى النجاسةُ لو علاها الماءُ

***

عُذراً أبا حسَنٍ فإنَّ مدائحي

محدودةٌ والقولُ فيكَ عَناءُ

***

فإذا تجشَّمتُ القوافيَ لمْ تكنْ

طوعي كأنِّي في المقالةِ راءُ

***

يا ناظرينَ إلى الجنانِ تبيّنوا

والقولُ حقٌّ ما عليهِ غِشاءُ

***

وارنوا معي بالعينِ نحوَ رغائبٍ

فالخلدُ سالَ رحيقُها والماءُ

***

وعلى الضِّفافِ تمايلتْ بِغُصونِها الـ

ـــنّظرُ المقاطِفِ ما لهنَّ فناءُ

***

والحورُ قد ضَرَبت خياماً حولَها

ولكلِّ عبدٍ خيمةٌ وفِناءُ

***

لو قيست الدُّنيا ببعض ستورِها

زُوِيتْ بعينِكَ أرضُنا الرّحباءُ

***

أم ما دريتَ من النّعيمِ ولذّةٍ

من حُسنِ ما ملكتْ بها العذراءُ

***

في السّاق نورٌ مثلُ نورِ البدرِ قدْ

ضوّى وأشرقَ نورُها الوضّاءُ

***

والخدُّ أحمرُ والعقيقُ نساجُه

والجيدُ مِنْ وَضِحٍ له لألاُء

***

والعطرُ ما بينَ العوارضِ فائحٌ

تحيا المواتُ به ويُشفى الدّاءُ

***

يُخشْى عليها أن تُضمّ كأنّها

لبَنٌ يُشنُّ بلمسةٍ ويُساءُ

***

لكنَّ صبرَ المرءِ عنْ أمثالهِا

سَفَهٌ وملؤُ جروحِها إغراءُ

***

تيهاءُ سوّاها العليمُ بنفسِ من

صِيغتْ له ولنفسهِ إغناءُ

***

أبَدَ الخلودِ تظلُّ تجني ودَّها

سَكَراً وليس عليكما رُقَباءُ

***

هذي بأبسطِ ما يكونُ تنالُها

بولاءِ من فَخَرتْ بهِ البطحاءُ

***

والووا عليّاً والجنانُ تذلّلتْ

لكمو وإلاّ فالجحيمُ جزاءُ

***

مرصادُ كلِّ مكذّبٍ ومعاندٍ

فيها زبانيةٌ لهم أعداءُ

***

يجِدونَ كلَّ معذّبٍ نُودوا به

غُلُّوا يديهِ فإنّه مشَّاءُ

***

وترى السّلاسلَ في المعاصمِ جَلْجَلتْ

والصّوتُ فيها صرخةُ وبكاءُ

***

وعلى الرّؤوسِ ترى المقامِعَ اُهطلتْ

مطَراً كما سقتِ القفارَ سماءُ

***

وترى المخوخَ تفورُ وسْطَ قُحوفِها

وبكلِّ جيدٍ حيَّةٌ رقطاءُ

***

سالَ البياضُ من العيونِ وقد هوى

منها السَّوادُ وذابتِ الأحشاءُ

***

وترى الصَّديدَ من الجلودِ مسيلُهُ

من كلِّ جارحةٍ وعزَّ الماءُ