في رِحابِ الإمام علي (عليه السلام)

{ محمد حسين غيبي }

يا وَصِيَّ النَبيِّ، عُذراً إذا ما

خانَني مِرقَمي وغَصَّ يَراعي

***

أو كَبا في فَمي لِسانيَ، لَمّا

عَقَلَ الوَهْنُ جَذوَتَ الإبداعِ

***

أوَ يَرقى لفيضِ قُدْسِكَ وَصفٌ

خَسِئَتْ أنْ تَنالَ وَصفَكَ باعي

***

يا مُحيطاً منَ البَلاغَةِ، رِفْقاً

إنْ جَرى مَركَبي وهَبَّ شِراعي

***

يا ابنَ عَمِّ النَبيِّ أنتَ سَنا الدَر

بِ، إذا حاصَرَ الدُجى إقلاعي

***

مُدَّ كَفَّيكَ، فالخِضَمُّ رهيبٌ

وتَرَفَّقْ بوحدَتي وَضَياعي

***

يا ذِراعَ النَبيِّ مُذْ أورَقَ الحَقُّ

وشَبَّ النَدى بِذاكَ الذِراعِ

***

لَمْ يَزَلْ في دَمي ليَومِكَ نَزْفٌ

يكتَوي صَحْوَتي ويَلْوي طِباعي

***

مُتْعِبَ الموتِ كيفَ أتعَبَكَ المـ

ـوتُ وأنتَ الفَنى بِيومِ القِراعِ

***

أيُّها السيفُ كيفَ طالَكَ غَدْراً

شُبْهُ سَيفٍ من مارِقٍ مِرتاعِ

***

ذَبَحَ الصُبْحَ والمُروءَةَ والطِيـ

ـبَ وشَلَّ السَنا بِعينِ الشُعاعِ

***

أرْعَبَ المَجدَ والسَماحَةَ لمّا

قَتَلَ الحُلْمَ في قُلوبِ الجياعِ

***

يا لَهُ الوَيلُ كيفَ يَرقى عَليّاً

وهْوَ حامي الحِمى وداحي القِلاعِ؟

***

لَيتَهُ إذْ هَوى لِضَربِ عَليٍّ

قد هَوى دونَهُ على أضْلاعي

***

لَكَ يَحلو يا سَيِّدي سَعيُ ساعِ

إنْ دَعا نَحوَ صَوتِكَ الحَقِّ داعِ

***

كم رَكِبْتُ الأسى تُحاصِرُ خَطوي

نَحوَ مَغناكَ عاصِفاتُ الرُعاعِ

***

أوَ يَخبو، أبا الأئمةِ، عَزْمٌ

أنتَ أودَعْتَهُ دَمي واندِفاعي؟

***

مِثلَما تَنسِجُ الجُذورُ جُذوراً

أو كَما يَكْمِنُ النَدى في الطِباعِ

***

أو كَما شَبَّ في الرَضيعِ اشتِياقٌ

واعتَلى صَدرَ أُمِّهِ، لِلرِضاعِ

***

شَبَّ في خافِقي هَواكَ، وإني

لِرؤى نَهْجِكَ المُقَدَّسِ واعِ

***

كُلَّما تُورِقُ الأماني، وَيَنْمو

بينَ أفيائِها، رَفيفُ إفتِراعِ

***

يورِقُ العَزْمُ في دِمانا وَلاءاً

يَغْتَلي صَرخَةً لِحَقٍّ مُضْاعِ