في رثاء سيد الموحدين (عليه السلام)

{ ابراهيم آل نشرة البحراني }

دعها تجوب فدافد الأنجاد

وتشق أزياق الربى ووهاد

***

أغرى لها شوق الغري فلن ترى

مرأى ومرعى غير ذاك الوادي

***

فاستشعر الملكوت عند مليكه

مهما بدت قبسات نور النادي

***

فهناك موسى يخلع النعلين والأ

ملاك كالحجاب والقواد

***

واد به الطود العظيم ومن له

الطول العميم وعلة الايجاد

***

قطب الوجود وحجة المعبود جود

الجود قلب الكون غيث ايادي

***

هو نقطة العلم الغزير ومن له

نص الغدير هو الهدى والهادي

***

هو آية الله العظيمة في الورى

والصدر في الأصدار والإيراد

***

من ايد الله النبي بسيفه

جهراً وسراً ساير الأمجاد

***

صنو الرسول ونفسه وشريكه

فيما عدا الأرسال للارشاد

***

ركن الهدى بحر الندى الصوام

والقوام ليلا سر قاف وصاد

***

من كان عند نزاله ونواله

لا فرق في الآلاف والآحاد

***

من لو جميع الخلق كتابا غدت

وجميع أبحرها سواد مداد

***

ورياض كل الخلق أقلاماً لما

احصوا عشير فضيلة بعداد

***

فلذا جليل المدح فيه قليله

وقليله كاف إلى الأضداد

***

حارت جميع الخلق في أحواله

من ثاقبي الافهام والنقاد

***

اذ كان لم يعرفه الا ربه

ونبيه رب الفخار البادي

***

بينا عزيمته تدانى دونها

أعلا العلاة وشامخ الأطواد

***

اذ قاده ادنا الدناة ملبباً

للسامري وعجلة بمقاد

***

ويروم حرق خباءه ويرض جنبي

زوجه الزهراء ركن فساد

***

ويدب عن رتب الخلافة موهناً

ويسب بالاعياد في الاعواد

***

ويشج في الشهر الكريم كريمة

في ورده ظلماً بسيف مرادي

***

قد غاله وسط الصلاة مناجياً

لله في المحراب شر معادي

***

لرضا قطام عيبة الطغيان مأوى

البغي طود الغي والافساد

***

لهفي له لما علاه بضربة

نجلاء قد سقيت بسم عناد

***

قدامه وهو الإمام فخضب

الشيب الكريم بدمه المداد

***

وبقي ثلاثاً مدنفاً لا شاكياً

بل شاكراً اذ حاز خير مفاد

***

متبتلا ومحمدلا ومهللا

ومكبراً قد فزت باستشهاد

***

فارتاح يوصي بالذي يختاره

خير الوصية خيرة الأولاد

***

حتى اراد الله انقاذ القضا

فمضى من الفاني إلى الأخلاد

***

فتشرفت أرض الغري بقبره

فاختار منها الترب نوراً بادي

***

اذ قد حوت بدر البدور ونورها

فاعجب لبدر حل في الالحاد

***

وتعطل الاكوان اذ هو قطبها

ومداد كل محدد الابعاد

***

واغبرت الآفاق اذ هو نورها

بغبار حزن فت في الاعضاد

***

وبكى جميع العالمين لرزؤه

والنيرات تجللت بسواد

***

وبكى له دين النبي محمد

والحق أعول والامين ينادي

***

أردى المرادي لامام فلذ لي

صاب الحمام وكان خير شهاد

***

اليوم عقد الدين حل نظامه

وهوت نجوم العلم والارشاد

***

اليوم طود المجد حل دعامه

وذوت غصون مقاصد القصاد

***

اليوم أركان المعالي والعلا

فلت بسيف البغي والاحقاد

***

اليوم شمس الدين كور نورها

وعلاه كسف مدة الآباد

***

اليوم قد فصمت عرى الايمان

وانهدت قواه وآذنت بنفاد