مدح أمير المؤمنين (عليه السلام) وبعض مواقفه القتالية

{ علي نور الدين العاملي }

إذا الشعب يوماً أبي أن يذل

ولم يرض عن عيشه المحتقر

***

ورام المعالي بساح الكفاح

وعاف الهوان فلم يصطبر

***

وهام بحرية الثائرين

وتاق لنيل العلى المنتظر

***

فلا بد للقيد أن يلتوي

وبالعزم والحزم أن ينكسر

***

ولا بد للشعب من أن يثور

على الظالمين وأن ينتصر

***

ولا بد لليل من آخر

وللصبح بالضوء أن يشتهر

***

ولا بد للشعب من قائد

حكيم إذا ما نهى أو أمر

***

خبير بفن الحروب جريء

صبور إذا ما اللهيب استعر

***

أبي يعاف حياة الهوان

غيور يعف إذا ما قدر

***

يهون على نفسه أن يموت

شهيداً بساح الوغى المكفهر

***

فإن فاز بالنصر فهو المنى

وإن مات فاز بطيب الأثر

***

يموت لتحيا جميع الشعوب

ويحيا اليسعد جميع البشر

***

كمثل علي أخ المصطفى

فكم في الحروب له من صور

***

فسل عنه معركة النهروان

وما حل فيها وكيف الخبر

***

وسل عنه (خيبر) إذ جاءها

وجند مرحبها ونحر

***

وسار إلى الحصن منفرداً

ودك له بابه ودحر

***

وسل عنه بدراً وسل أحداً

من اجتاح فرسانها وأسر

                                            ***            

على رأس جمع من المشركين

ليستأصلوا جمع طه الأغر

***

ويستأصلوا دعوة المصطفى

ويسترجع الشرك ما قد خسر

***

فصاح ونادى على المسلمين

ألا فاستمعوني ألستم بشر

***

لقد بح صوتي أما فيكم

محب لنيل العلى المدخر

***

فأين الأباة وأين الكماة

وأين محب الجنان الأبر

***

فقال النبي ألا من لعمرو

وجنة عدن له مستقر

***

فلم يستجب لندا المصطفى

سوى حيدر ليثها المنتظر

***

فقام علي وقال أنا

له يا حبيبي ونور البصر

***

سأقضي عليه وأكفيكه

وحالا سأبعثه لسقر

***

فسار إليه عليٌّ وقد

أجاب على رجزه وزأر

***

وقال له قف تمهل فقد

أتاك الذي لا يهاب الخطر

***

سأسقيك كأس الردى من يدي

وأجعل منك حديث السمر

***

فثار لذلك عمرو وقد

توثب واشتد مثل النمر

***

ورام منالاً وأخطأه

وعاد حسير الحشى قد خسر

***

فطوقه المرتضى بالحسام

وجندله كذبيح البقر

***

وضحّاه الله محتسباً

وكبّر حين عليه انتصر

***

وجنّب أخطاره المسلمين

ونفّذ للمصطفى ما أمر

***

فلولا علي وإقدامه

لما كان للدين فينا أثر

***

لقد خصه ربه بالكمال

وفضله فوق كل البشر

***

هو المصطفى في جميع الصفات

سوى أن طه الرسول الأغر

***

هما الشمس شمس الهدى أشرقت

فهذا ذُكاءٌ وهذا القمر