دسكرة الضمان

قال السيد البراقي في اليتيمة الغروية : روى الشيخ الاكمل خضر شلال في كتابه ( أبواب الجنان ) ما هذا لفظه: إن زوار البحرين أقبلوا لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام فلما رجعوا وكان معهم رجلٌ منهم قد انقطع عنهم ثمّ لحق بهم، فقالوا : أين دسكرة الضمان التي أخذتها من أميرالمؤمنين عليه السلام فإنا أخذنا منه دسكرة ضمان وقبول -وكان قصدهم الممازحة مع الرجل - فلما سمع ذلك تأثر ورجع الى المرقد قاصداً الحصول على الدسكرة، وحيث وصل الى الضريح الطاهر أخذ يخاطب الامام بقوله: ياأبا الحسن تُعطي أصحابي دساكر ضمانٍ ولا تُعطيني، لعلي لست مقبولاً عندك، فواللهِ لا أخرجُ من قبركَ حتى تعطيني كما أعطيتهم بقبول زيارتي وضمانٍ بذلك، فخرجا إصبعان من الصندوق الشريف فيهما دسكرة فأخذها الزائر ورجع فرحاً فلما رأوها أصحابه عجبوا، ولهذا الزائر ذرية موجودة الى الآن في البحرين.
ولعل هذه القصة هي سبب تسميتُ مافي الوجه من الثقب في الصندوق الشريف بالإصبعين.

وقد نظم العلامة السماوي هذه الكرامة قائلاً :

وذكروا في ذلك الـــمــــــحلِ

الفائض النور على المستجلي

***

أن قد بــــــدا لأحمد البــحراني 

مــن ذاك صكُ الفوز بالاماني

***

وكــــــان بــــــين قومه وُعودُ

أن يخرجوا صُبحاً لكي يعودوا

***

فَـــوَدّع الوصي ثـــــــــمّ خرجا

صبحاً الى الفراتِ يقفوا المنهجا

***

فلـــــم يجد بمـــــــوعدٍ من أحدِ

حتى أتوا عصراً خلاف الموعدِ

***

فســـــائلَ الرِّفاقَ لِـــــــــم تأخروا 

فداعــــــــــبوهُ ،أو، بِهِ قد سخروا

***

وأخبــــــــــــــروهُ أن تأخـــرنا لأن

نُعطى صكاك الفوزِ من ابي الحسن

***

فــــعاد راجعـــــاً اليــــــــــــهِ يبــكِي 

وقال يامــــــولاي أيــــــــــــن صكي

***

وقومُــــه يدعــــــونَه فلـــــــــم يُجب

حتى بــــــــــــدا الصكُ له كما يُحب

***

صكٌ بهِ أنتَ عتــــــيــــــــقٌ من سقر

فعاد ضاحكاً ببـــــــــــــشرى واتسقر

***

فبـــيــــته فــــي ذلك الفــــــــــــريق 

بنــــوه يُدعـــــــــون بني عتيـــــــــق

***

مـــنهم حسيـــــن قمــــــــــــر الآفاق

مِن كُتـــبه مـــــكارمُ الاخـــــــلاق(1)


(1) عنوان الشرف 38

طباعة الخبر