البحث في...
العنوان
المؤلف
المحقق
الناشر
تاريخ الانتشار
الوصف او الفهرس
 أسلوب البحث
البحث عن اي من هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على كل هذه الكلمات
النتيجة يجب أن تحتوي على هذه الجملة
شيخ الابطح - أو - ابو طالب

شيخ الابطح - أو - ابو طالب

المؤلف :  محمد علي شرف الدين
المحقق : 
عدد المجلدات :  1
الناشر :  دار الارقم - بيروت
تاريخ الانتشار :  1407 ق
الطبعة :  الطبعة الثانية

المقدمة

لسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين

نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

      يمثل أبو طالب رحمه الله, إحدى نقاط الخلاف الكلامي التاريخي بين المسلمين, ففيما تذهب طائفة منهم إلى أنه عاش كافراً ومات كافراً, تذهب طائفة أخرى إلى أنه عاش جانباً من حياته حنيفياً وعاش بقية حياته منذ عرف الاسلام علي يد رسول اللهم صلى الله عليه وآله وسلم  إلى أن مات مسلماً مضحياً مجاهداً, بما يتجاوز تضحية وجهاد اكثر المسلمين جهاداً وتضحية في عهده.

      نقول: والمسلمون , من قال منهم بكفره, ومن ذهب منهم الى اسلامه وغيرهم, مجمعون على حقيقة تاريخية لا يرقى إليها شك هي أن أبا طالب وضع كل ثقلها العائلي والاجتماعي في خدمة رسول الله بما هو صاحب دعوة ومبشر بفكرة, أثارت نزاعاً خطيراً أو خصومات حادة في مجتمع شبه الجزيرة العربية كلها, لا بما هو ابن اخيه فقط.

      هذا النزاع الكلامي التاريخي بين المسلمين في شان أبي طالب يكتسي أهمية سياسة حيث ندرسه على ضوء الصراع السياسي الذي نشب بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله سلم وتعاظم واستحكم في العهد الاموي, بين نهجين في فهم الاسلام وتطبيقه: النهج الرسالي الذي مثله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبنوه, النهج الآخر الذي مثله الامويون في دولتهم.

     هذا الخلاف يعالجه المقدس السيد محمد علي شرف الدين أحد أنجال الامام السيد عبد الحسين شرف الدين رحمة الله عليهما في كتابه ( شيخ الابطح) الذي ألفه قبل ما يزيد على ثلاث وخمسين سنة .

      وهو يعالجه بأسلوب شمولي مستوعب وموضوعي يختلف كثيراً عن الاسلوب الذي كان سائداً في جيله وفي محيطه الثقافي في النجف الاشرف الذي كان يعتمد على نقل النصوص واعادة تصنيفها دون اغتناء بتحليلها وتفسير خلفياتها . ومن هنا فهذا الكتاب يعتبر متقدماً بالنسبة إلى ما كان عليه الحال في أمثال هذه الدراسات التاريخية قبل ما يزيد على نصف قرن .

       هذا إضافة إلى ظاهرة يلاحظها القارئ في هذا الكتاب, وهي ما يمكن ان نطلق عليه (الإنضباط العاطفي) ففي أمثال هذه الموضوعات التي تتصل بعلم الكلام والتاريخ والسياسة يتعرض الكتاب لإثارة عاطفية قد تبتعد به عن الموضوعية الصارمة. وهو ما تجد أن السيد شرف الدين الابن قد نجح في تفاديه والتغلب عليه إلى حد كبير في هذا الكتاب .

      ليس بي حاجة إلى الإفاضة في التنويه بجوانب الشخصية العلمية والريادية عند المرحوم السيد محمد علي شرف الدين . فإن القارئ الذي لا يعرف الكثير عن هذه الاسرة وموقعها يستطيع أن يستنير بالنبذة التاريخية عن المرحوم المؤلف التي وضعنها لجنة الاحتفال بتكريم ذكراه, ولكن ما ينبغي التركيز عليه هو الاشادة بالنبوغ الفكري الذي يجعل شاباً لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره ينجز في غمار حياته الدراسية ونشاطه الذي تشير الى ملامحه  النبذة التاريخية عن حياته , مثل هذه الدراسة التي تجاوزت معطيات محيطها, كما أشرنا.

لن أفيض في نقل مضامين الكتاب في هذه المقدمة ولكن أشعر أن علي أن ألفت نظر القارئ الى المفارقة التي تجعل العصبية السياسية من أبي سفيان مسلماً صالحاً ومن أبي طالب كافراً, ونتساءل بعيداً عن النصوص وروايات التاريخ وتحليلها, كيف نستطيع الحكم على هوية إنسان؟

  في تقديرنا أن هوية الانسان تظهر من خلال ثلاثة أنواع من الممارسة الحياتية:

  1. طريقة حياته الشخصية.
  2. شبكة علاقاته الاجتماعية وطريقة استخدامها.
  3. تصريحاته العلنية التي صدرت عنه دون خوف ودون رغبة.

وبهذا المقياس, إذا درسنا حياة أبي طالب فسنجد أنه كفل رسول الله بما يتجاوز حدب الجد على الحفيد, حتى بعد أن بعث رسول الله بالإسلام .

     ونجد أن أبا طالب الزعيم البارز في قريش الذي تعامله قريش باحترام لم ينشأ عن القوة ولا عن الغنى, وإنما نشأ عن فضائله الخلقية ومنزلة بيته الهاشمي, يتمتع بشبكة علاقات اجتماعية وسياسية في المجتمع المكي والعربي, وفد ضحى في سبيل حماية محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله وسلم بما هو نبي بجميع علاقاته السياسية والاجتماعية الى حد أن مجتمعه الذي كان يدين له بالطاعة والاحترام قد نبذه وحصره في الشعب.

       ونجد لأبي طالب في التاريخ والادب العربيين شعراً ونثراً يصرح فيهما بتصديقه بالإسلام واعترافه بنبوة الرسول صلى الله عليه واله وسلم. ولو فرضنا أن تسعين بالمائة من هذه النصوص الشعرية والنثرية المنسوبة الى أبي طالب كانت موضوعة في عصر متأخر نتيجة للصراع الساسي, لكانت العشرة الباقية من المائة دليلاً قاطعاً على الجزم بإسلامه وبأنه من أفضل المسلمين إسلاماً وجهاداً وتضحية.

     نضع أمام هذه الصورة الحياة الشخصية لأبي سفيان وشبكة العلاقات الاجتماعية والسياسية لأبي سفيان, وطريقة استخدامه لها في الحروب التي خاضها وأجج نارها ضد الاسلام. وفيما ثبت في التاريخ من تصريحاته, وفيما نعلم أنه لم يعلن اسلامه الا بعد اليأس المطلق من قدرة الجاهلية على الوقوف في وجه دين الله ونتساءل:

      أي فكر موضوعي يسمح لباحث أن يجعل من أبي سفيان مسلماً صالحاً, ومن أبي طالب كافراً.

    أن هذا الكتاب(شيخ الابطح) يفصل عناصر الاساس الفكري التاريخي لهذه القضية ويضيء الخلفية السياسية لها.

     إن المبادرة التي قامت بها "دار الارقم" في إعادة نشر هذا التراث مبادرة تستحق التنويه, ولا يفوتني هنا أن أذكر مقارنة لطيفة وهي أن أبا طالب رحمه الله ينتمي في تاريخه الى المرحلة التي كان الاسلام ينطلق من دار الارقم.

 

بيروت-1402هـ                                                محمد مهدي شمس الدين

 

                                                 

مقدمة

أو

إهداء الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

   الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطبين.

       كان العرب وغير العرب يسيرون على مناهج شتى, وأطوار مختلفة في شؤون معائشهم وأديانهم وآدابهم وأخلاقهم , حسب اختلاف بيئاتهم, فكنت ترى في جزيرة العرب- دع عنك ما سواها- صنوفاً من المعاملات وأنواعاً من الانكحة مستهجنة وغير مستهجنة, وضروباً من قبائح العادات ومناح من المعتقدات. فمن كتابي – يهودي ونصراني- إلى وثني, الى صابئي, إلى مجوسي, ذلك ما كان شائعاً  من المعتقدات.

        ولما نطق ناطق الحق- محمد صلى الله عليه واله وسلم- وصدع بما أمر به مبشراً ونذيراً , قلب هذه المناهج رأساً على عقب وغيّر مناحي الامم والشعوب ووحد صفوف العرب, معتقداً وأخلاقاً .

      بيد أن ذلك بعد المتاعب والمشاق واجتياز كل عقبة كأداء بفضل الحجج البالغة والبراهين الدامغة, مشفوعة بحدود الصفاح, وأسنة الرماح, فكان بعد ذلك لصرخة صارخ الدين دويّ قوي, ونبأ عظيم في أنحاء الكرة, ولذا ساد الخوف واستولى الرعب على أفئدة الجبابرة في ممالك الارض, نعم, ذلك لهيبة الحق وسر النبوة وعناية الله تعالى في تأييد دينه.

     ومن هنا كان النصر حليف (الخلفاء) من بعده صلى الله عليه واله وسلم, وكان بريد الظفر يسعى بين أيديهم , وعن يمينهم شمالهم , فباسم البني صلى الله عليه واله وسلم افتتحت ممالك الاكاسرة والقياصرة, وباسمه  صلى الله عليه واله وسلم تطوع ي جيش الاسلام جماهير الامم المختلفة, فأخلصوا في العامل موحدين, وبدينه تكون للعرب ملكهم العظيم من حدود الهند الى البحر الاتلانتيكي- شرقا وغرباً – ومن سواحل البحر الاحمر الى سواحل بحر  قزوين – شمالاً وجنوباً- في سرعة لم يحك التاريخ مثلها في الفتوحات, واكتساح الممالك الشاسعة, ومن المقرر تاريخياً أنه ما تم لمحمد صلى الله عليه واله وسلم ذلك النجاح الباهر ولا الظهور على العرب وهم أولو العزة والقوة والعدد والعدة, وما تسنى له جمعهم تحت لواء النبوة خاضعين, ولا أذلاء صاغرين, الا بجهود عمه أبي طالب عليه السلام .

   أجل, وما استغل العرب هذا الملك العقيم, الا من حقول تلك الجهود, فأبو طالب هو وحده الذي أخذ على عاتقه نصرة النبي صلى الله عليه واله وسلم مهما كلفه الامر, وهو وحده الذي شجعه على نشر مبادئه يوم لم يكن له ناصراً ولا معين. وهو الذي فتق له المضيق طرقاً واسعة للسعي وراء تأييدها, وهو الذي كلف نفسه أقصى ما يتصور في تكليف المرء نفسه في الدفاع عنه صلى الله عليه واله وسلم , وهو الذي بذل كل نفيس ورخيص في سبيل دعوته , وهو الذي قيضه الله تعالى لمحمد صلى الله عليه واله وسلم ليتم به كلمته, ذلك كله بشاهد نظرة واحدة في أي كتاب ترتضيه من سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم.

      اذاً, فأبو طالب هو المساعد الاول في وضع الاحجار الاولى في بناء هذا الدين القويم, وهو صاحب الفضل الاول بعد النبي صلى الله عليه واله وسلم في إقامة هذا الصرح العظيم, وعليه, فأبو طالب حقيق بأن يكون في الدرجة الاولى من أبطال التاريخ وأقطابه.

        اذاً فلماذا لم نجد في محررات المؤرخين – عفا الله عنهم- تحت عنوانه سوى كلمات لم تتجاوز الاسطر في ترجمة حاله؟؟؟, ولماذا ما عناهم من أمره ما عناهم ممن هو دونه بدرجات نسباً وحسباً وشخصية وآثاراً؟؟؟, ويمكنك أن تقف على سر إعراضهم عن هذا الامر فيما بعد إن شاء الله تعالى.

        كثيراً ما كان يخطر في البال أن أكتب في هذا الموضوع, موضوع ترجمة أبي طالب, وفي دفع ما علق في أذهان البعض من الشبه في حقه. ذلك عندما أرى ما لهذا المجاهد الاول من الحقوق على الاسلام عامة, وعلى نبينا صلى الله عليه واله وسلم بالخصوص, وما زالت هذه الفكرة تتجسم في نظري كلما سمعت وقرأت أن بعض إخواننا من المسلمين ما زالوا , ولا يزالون يذكرون على المنابر في خطبتي العيدين والجمعة عمّي النبي صلى الله عليه واله وسلم حمزة والعباس كما يجب, ولا يأتون على ذكر أبي طالب أصلاً , حتى كأن الله لم يخلقه عندهم([1]) على حين أنه هو صاحب الفضل على الجميع وهو أولى الدعامتين اللتين قام عليهما بناء هذا الدين.

 ولولا أبو طالب وابنه 

لما مثل الدين شخصاً فقاما

وللعمل بالفكرة, وأداء لواجب حق المجاهد , وتكريماً لمقامه السامي أؤلف كتابي هذا, وإلى كل من النبي صلى الله عليه واله وسلم ووصيه أمير علي عليه السلام أرفعه هدية بكلتا يدي خاضعاً ضارعاً لقدسيّ مقامهما وعظمته, ومن الله أستمد المعونة وأرجو القبول, وأساله تعالى أ، يكون عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم, نصرة الحقيقة وذوداً عن حياض الحق وهو حسبي.


محتويات الكتاب

الموضوع                                                    الصفحة

كلمة الناشر                                                            5

صورة المؤلف                                                     7

المقدمة- لسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين               9

مقدمة المؤلف                                                       13

اسمه.. ولقبه.. وكنيته.. ونسبه                                   17

مولده ونشأته                                                      19

مقامه في قريش وفي انحاء جزيرة العرب                   21

حياته العائلية                                                    23

مهماته وآماله                                                   27

اسلامه.. السر في كتمه.. منزلته عند الله تعالى               41

مكانته الادبية                                                  43

تاريخ وفاته                                                 51

النبي صلى الله عليه واله يؤبن أبا طالب عليه السلام       53

تشريع صلاة الاموات بعد موت أبي طالب عليه السلام   59

يوم أبي طالب عليه السلام                                    61

ليس للنبي صلى الله عليه واله مقام في مكة بعد أبي طالب عليه السلام     63

رأي العالم الاسلامي فس اسلام ابي طالب عليه السلام     69

سر التشكيك في اسلامه أو تاريخ تولد النزاع فيه           71

نظرة فيما تمسك به المكفرة                                     79

كلمة الختام – تستوضح فيما تحامل القوم على علي بن أبي طالب عليه السلام    101

الكتاب والكاتب                                                   107

تقريظ الملك يحيى امام اليمن                                  109

تقريظ السيد محمد صادق بحر العلوم                        111

كلمة لجنة الاحتفال                                               113

رأيتك تقود الجماهير.. أحمد مغنية                            119

حطم جناحه جناحيه.. الدكتور شكر الله حداد               123

الحرف لك لمن بحكمك.. جعفر شرف الدين               125

تاريخ وفاة الفقيد                                                  131

وفجر العمر كان هو العصر .. ابن البادية                   133

خطوة تطأ النجم.. كامل سليمان                              135

يا صريع الفكر.. حسن علي الزين                            139

محتويات الكتاب                                              141

 


([1]) قال صاحب العرفان الاغر في حاشية العد الاول من المجلد التاسع عشر ص60 (أليس من أفظع الظلم أن يقال على المنبر اللهم ارض عن عمي نبيك حمزة والعباس ويترك أبا طالب)