روح الله الخميني ( قدس سره الشريف )
روح الله الموسوي الخميني (1320 - 1409 هـ/1902 - 1989 م) الذي اشتُهِر بلقب الإمام الخميني. يُعَدُّ واحداً من كبار مراجع التقليد في القرن الخامس عشر. إنتصرت الثورة الإسلامية في إيران تحت قيادته سنة 1979 م، والتي أدّت إلى إسقاط الشاه وتأسيس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران.
توفي يوم الرابع عشر من خرداد 4 حزيران/يونيو سنة 1989 م، وصلّى عليه المرجع الديني السيد الكلبايكاني بعد ما حضر تشييعهالملايين، كما تم تعيين السيد علي الخامنئي بعد وفاته قائدا للثورة الإسلامية وخلفاً له.
حياته
في 20 جمادى الآخرة عام 1320 هـ الموافق ل 24 سبتمبر 1902 م، أبصر النور روح الله الموسوي الخميني في بيت من بيوت العلم في مدينة خمين من توابع محافظة مركزي الإيرانية. والده السيد مصطفى الموسوي الذي تُوُفّيَ على أيدي عملاء السلطة وهو في طريقه من خُمَين إلى أراك، والإمام لم يُتم أشهره الخمسة بعد. ترعرع الإمام الخميني في كنف والدته السيدة هاجر وهي من أحفاد آية الله الخونساري (صاحب زبدة التصانيف) ورعاية عمّته صاحبة خانم اللتين وافتهما المنية عندما بلغ الإمام الخامسة عشرة من عمره.
درس الإمام مرحلة المقدّمات والسطوح الأولى كعلوم اللغة العربية والمنطق والفقه والأصول على أيدي عددٍ من علماء منطقته أبرزهم أخيه الأكبر آية الله السيد مرتضى بسنديده.سافر بعد ذلك الإمام في عام 1919 م إلى أراك ليتابع دراسته الحوزوية هناك.
مسيرته العلمية :
في خمين
شرع الإمام بالتحصيل في خمين، وبدأ الدراسة لدى معلم اسمه «الميرزا محمود» والإمام لم يزل حينها في سن الطفولة، وكان هذا المعلم ياتي إلى المنزل ليعلم هذا الطفل دروساً في القراءة والكتابة، ثم واصل التعلم لدى معلم آخر اسمه «الملا أبو القاسم» وذهب بعدئذ إلى مدرسة حديثة لتعلم الكتابة. وفي خمين أيضاً تلقى الإمام دروس المنطق والنحووشرح الباب الحادي عشر والبلاغة لدى أخيه السيد مرتضى وغيره.
في أراك
توجه الإمام سنة 1339 هـ/1919 م. إلى مدينة أراك، حيث كانت الحوزة العلمية في أراك وقتئذ تحت زعامة الأستاذ الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي، ودرس هناك آداب اللغة العربية ( البلاغة والنحو والصرف ) والمنطق.
في قم
في رجب عام 1340 هـ انتقل الإمام الخميني إلى مدينة قم حيث نقل الشيخ الحائري الحوزة العلمية إليها. وهناك طوى الإمام الخميني مراحل دراسته التكميلية في الحوزة على أيدي أساتذتها، نذكر منها أن الإمام قد أكمل كتاب المطوّل على يد الميرزا محمد علي الأديب الطهراني، كما أكمل السطوح على أيدي آية الله السيد محمد تقي الخونساري، والسيد علي اليثربي الكاشاني، وأتمّ دروس خارج الفقه والأصول على يدي آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي.[٢] وفي سنة 1355 هـ توفي استاذه الشيخ عبد الكريم الحائري|الحائري.
نظراً إلى ذكاء الإمام الخميني وروحه المرهفة، فإنه لم يكتفِ بما درس من علوم، بل عمد في فترة دراسته تلك إلى دراسة العلوم العقلية من رياضيات وهيئة وفلسفة على أيدي السيد أبو الحسن الرفيعي القزويني، ثم واصل دراستها مع العلوم المعنوية والعرفانية على أيدي الميرزا علي الأكبر الحكيمي اليزدي، ودرس العروض والقوافي والفلسفة الإسلامية والفلسفة الغربية على أيدي الشيخ محمد رضا المسجد شاهي الأصفهاني.
كما درس الأخلاق والعرفان على يد آية الله الميرزا جواد الملكي التبريزي، ثم درس المستويات العليا من العرفان النظري والعملي، ولمدة ستة أعوام، على أيدي آية الله الميرزا محمد علي الشاه آبادي.
التدريس في قم
بدأ الإمام بتدريس الفقه والأصول (في مرحلة البحث الخارج) سنة 1364 هـ وهو في الرابعة والأربعين من عمره، وكان تدريسه مصادفاً لورود السيد البروجردي إلى مدينة قم. وكان يمتاز أثناء الدرس بالشرح المبسوط الوافي وعدم خلطه دروس الأصول بالفلسفة، بالرغم من احاطته الواسعة بهذا العلم. ويمتاز أيضا بعدم تقليده أسلافه في تكرار نظريات القدماء، وابداعه في التحقيق مع ما كان من تقديره للفقهاء الماضين.
اما تدريسه الفلسفة والعلوم العقلية فكان قبل زواجه أي قبل عام 1348 هـ، عندما كان يسكن مدرسة «دار الشفاء»، ولم يمض من عمره أكثر من ثلاثين عاماً حينها، حيث كان يعد من الأساتذة المتخصصين في الفلسفة والحكمة الالهية، وكان يهمه كثيرا أن يكون طلابه في هذه الدروس ممّن ينتخبهم ويمتحنهم شخصياً.
دروس الأخلاق
وبعد فترة من تدريس «الفلسفة»، بدأ بتدريس « العرفان » سرّاً لنخبة خالصة من الطلاب المعتمدين لديه، ثم عقد جلسة اسبوعية ليدرس فيها علم «الأخلاق».
ورغم معارضة حكومة رضا بهلوي لمثل هذه الجلسات الأخلاقيّة، لم يبال الإمام بذلك. وقد اشتهرت هذه الجلسة واشتدت علاقة الطلاب وحتى عامة الناس بها وتوسعت تدريجياً لتستوعب مئات العلماء والموظفين والتجار والعمال الذين كانوا يأتون إليها من «قم» و «طهران» وكان مقره وقتها في «المدرسة الفيضية».
وبهذا الإقبال الشديد على الجلسة، اضطر إلى إقامتها مرتين أسبوعياً ( يومي الخميس والجمعة ). وأرسل الشاه البهلوي عبر أعوانه يطلب منه تعطيل الجلسة فوراً، فأجاب الامام: «أنا ملزم باقامة هذه الجلسة باي نحو كان. لتأت الشرطة وتمنع إقامتها». وبعد أن لاحظت الحكومة مدى صلابته ومدى تعاطف الشعب معه، امتنعت عن التدخل المباشر إلا انها زادت في القسوة والعنف بطرق غير مباشرة، فاضطر الإمام إلى نقل الجلسة من المدرسة الفيضية إلى مدرسة الحاج ملا صادق في وضع أكثر محدودية. وبعد سقوط البهلوي انتقلت الجلسة مرة أخرى إلى المدرسة الفيضية.
المرجعية
بعد وفاة السيد البروجردي، اجتمع حوله كثير من رواد العلم من مريديه يطلبون منه طبع رسالة العملية، فامتنع عن ذلك، وطبع حاشيته على وسيلة النجاة للسيد أبو الحسن الأصفهاني ثم حاشيته على العروة الوثقى، وبعد وفاة السيد محسن الحكيم عاد اليه الكثيرون في الأحكام الشرعيّة.
أساتذته
بعض مشايخه في إجازة نقل الرواية
تلاميذه
آثاره
وفاته
توفي الإمام الخميني الساعة العاشرة وعشرون دقيقة مساء يوم الثالث عشر من خرداد 1368 ش (3/6/1989 م).
اختيار القائد
في يوم الـ 14 من خرداد 1368ش (4/6/1989 م) اجتمع مجلس خبراء القيادة فقرأ آية الله الخامنئي وصية الإمام الخميني التي استغرقت قراءتها ساعتين ونصف الساعة. وبعد ذلك بدأ بالتداول لتعيين خَلَف للإمام الخميني وقائد للثورة الإسلامية، وبعد عدة ساعات من النقاش والتداول تم بالإجماع اختيار سماحة آية الله الخامنئي (رئيس الجمهورية آنذاك) لهذا المنصب.
التشييع
في يوم وليلة الـ 15 من خرداد 1368ش (5/6/1989 م) تجمع في مصلى طهران الكبير الملايين من أهالي طهران والمعزين القادمين للعاصمة من مدن البلاد وقراها ليودّعوه للمرة الأخيرة، وبحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية بلغ عدد المشيعين إلى 10200000 نفراً وهو أكبر تشييع شهده العالم.
وفي الساعات الأولى من صباح السادس عشر من خرداد (6حزيران) صلّى الملايين بإمامة آية الله العظمى الكلبايكاني (ره) على جسد الإمام، ودفن في مقبرة بهشت زهراء الواقعة في جنوبي طهران.