بحر النجف

   يوجد عند حافة الهضبة الصحراوية في الجنوب الغربي لمدينة النجف منخفض يسمى ((بحر النجف)) والواقف على رأس الهضبة يشاهد منظراً جميلاً، إذ يمتد امامه بساط من البساتين والمزروعات على ضفتي جدول صغير ممتد من نهر (ابو صخير. ويذكر الرحالة البرتغالي تكسيراً الذي وصل إلى النجف في 23 ربيع الثاني 1013هـ (18 ايلول/ سبتمبر 1605م) ان بحر النجف يستمد ماءه من نهر الفرات ولذلك يلاحظ ازدياد مناسيبه في مواسم الفيضانات. ويقول ان البحيرة كانت شديدة الملوحة ولذلك كان يستخرج منها الملح الذي يباع في بقية المدن العراقية. ومع ملوحتها هذه كان يكثر فيها السمك بأنواعه المختلفة، ولهذا يسميها الناس بحيرة النجف. ثم يذكر ان مدينة النجف كانت تطل من موقعها العالي على بحر النجف نفسه.

وقد وصف بحر النجف بعد جفافه الاخير غير واحد من المؤرخين والكتاب.

     منهم الشيخ محمد الكوفي فقد قال عنه في ضمن كلامه عن نهر الحميدية المتقدم الذكر بما هذا لفظه: في سنة 1305 هـ ابتدعوا نهرا من ماء الفرات واوصلوه الى بحر النجف وسموه نهر السنية ، وقد غاض ماء البحر ونضب بعد ما كان بحرا عظيما ذا امواج عظيمة تغرق فيه السفة ، وقد غرقت فيه سفن كثيرة وذهبت فيه اموال وافرة فصار ارضا يابسة يخشى السائر فيه الهلاك من العطش ، واليوم فيه نخيل واشجار ومزارع واثمار تنقل الى النجف ، وصار سنية بمعنى مخصوص للسلطان دون المسلمين فسبحان من يغير ولا يغير .

       ومنهم السيد محمد رشيد السعدي في كتاب قرة العين . قال بعد وصفه لمدينة النجف وفي الجنوب الشرقي (كذا) من هذه المدينة نحو نصف فرسخ ، كانت بحيرة تسمى بحر النجف طولها عشرة فراسخ وعرضها كذلك وعمقها ثلاثة اذرع الى عشرة اذرع بالذراع البغدادي ، ترد السفن اليها من البصرة وتدخل اليها بقرب قرية يقال لها الشنافية وقد سافرت فيها ورايتها سنة 1285 و1287 هـ وفي سنة 1310 هـ نشفت وصارت قاعا وفي وقتنا هذا اعني سنة 1325 هـ صارت اراضي تلك البحيرة كثيرة الزرع والخصب وتسقى من نهر الفرات انتهى. بقلم: (حمودي ألساعدي).